07/12/2011

الفيزياء الكميّة- المفتاح لخلق المستقبل-2

ما تعلّمناه إلى حد الآن إذن هو أن فعل ملاحظة الجسيْم في المستوى دون الذري يغيّر الجسيْم. و أن طريقة النظر للأشياء تخلق البناءات المقولــَـبة للأشياء. و في النهاية فإن هذا هو ما يحدّد حصيلة حياتنا. هذا يعني أن كل شيء في حياتك هو النتيجة لما تركّز عليه أنت و ما تمنحه انتباهك. موضع تركيزك يجعل من هذه الجسيْمات دون الذرية تتجلّى في شكل أشخاص و أماكن و تجارب في حياتك. ما تركّز عليه و تعتقده، هي "التعليمات" للكون كي يحقّقها و يجلبها لك.
مصدر الطاقة-الذهن الكوني الخالق، هو غير مقيّد. إذ لا حدود له. و بما أنك واحد مع هذا الذهن الخالق، فإن الإمكانيات لديك هي أيضا غير محدودة. في المقابل، فإنك أنت من يخلق القيود و الحدود.
 إن تقل شيئا كهذا على سبيل المثال: أرجوك أرسل لي مالا لأني أستحقّه لتسديد الفواتير. فإن الرسالة التي تبعث بها هي: أنا في حالة عدم امتلاك للمال.
و لكن الذهن الكوني الخالق لا يعرف معنى "عدم امتلاك" المال.
و عليه في الآن ذاته أن يستجيب لأفكارك. إذ لا خيار آخر له.
ما يجري هو أن فكرتك المسيطرة هي فكرة "عدم امتلاك المال". و في نهاية الأمر فإنه يستجيب لك بخلق متزايد لحالة "مال غير كاف". إذ أن هذا ما جلبته لنفسك.
و الآن إن تعكّرت وضعيّتك المالية فإنّك ستبدأ بالتفكير في أن ما يجري هو غير معقول. فقد طلبت مزيدا من المال. و لكن وقع تجاهل طلبك. و بدلا من ذلك فإن الأشياء قد ازدادت سوءًا.
 لكن الحقيقة هي أن الذهن الكوني الخالق يستجيب فقط لفكرتك أو لاعتقادك المسيطِـر.

فلنعد إلى الفيزياء الكميّة.

أفكارك هي طاقة. إنها تركيز لجسيْمات متذبذبة. عندما تفكّر فكرة فإنك تخلق تركيزا معيّنا لجسيمات في ذهنك. هذه الجسيمات تبدو كصور. و هذه الصور تتجلّى كأشياء في عالمك المادي.
هذا التمشّي يسمّى "الإجلاء".
و بتعبير آخر، فإن أيّ ما تفكّر به، يصبح واقعيّا.
ما أريدك أن تستوعبه هو أن أذهاننا لها القدرة على " تفكير الأشياء إلى الوجود". حرفيّا.
نحن نفكّر الأشياء إلى الوجود في كل حين. و نحن لا نستطيع أن لا نفكّر الأشياء إلى الوجود. و عندما نفعل "تفكير الأشياء إلى الوجود"، فإن الحزمات الكميّة للطاقة تظهر في شكل أموال و علاقات و حالات صحيّة و غير ذلك..
و في عودة إلى المثال السابق، فإن ما يحدث في الواقع هو ما يلي: عندما تشغلك فكرة مثل : "أنا مفلس". فإن هذه الفكرة تخلق حزمة من الطاقة في شكل كينونة المفلس. و التي ستتمظهر و تتجلّى في شكل نقص في المال.
الخبر السّار هو أنك قادر على تغيير هذا في أي وقت. عندما تغيّر أفكارك فإنك تغيّر فعليّا في حزمات الطاقة التي تظهر في حياتك.
و لكن عليك أولا أن تبدأ بهذه الخطوة: من أجل أن تغيّر هذه الحزمات الطّاقية التي تخلق ما يجري في حياتك، عليك أن تركّز فقط على ما تتوق إليه و أن لا ترسل أفكارا متضاربة. فهذا يتسبّب في التشويش و الارتباك لا أكثر. و ما ستجذبه هو المزيد من التشويش و الارتباك.
عليك أيضا أن تتصرّف كما لو أنك حزت فعلا ما تتوق إليه. في واقع الأمر، فإنك قد حزته في احتمال وجود لاشكلي و حزمة طاقة لاشكلية. مهمّتك هي أن تحوّله من حزمة طاقة لاشكلية-احتمال، إلى عالمك المادي، كشيء مادّي واقعي أو كحدث. الكون يستجيب دائما لأفكارك. السرّ هو أنّ عليك أن تسمح لأيّما كان ما تتوق إليه حتى يحدث في حياتك.
 الكلمة الأساس هنا هي "تسمح".

فلنلقي نظرة كيف أن أغلب الناس لا يسمحون لما يتوقون إليه بأن يحدث في حياتهم. و كيف يفشلون في الحصول على ما يتوقون إليه حقّا.

الذهن الكوني الخالق في استعداد و حال مستمرّ لإمدادنا بأي شيء يمكن أن نتخيّله. إنّه هناك دائما لتلقّي "الأوامر" و مدّك بما تطلبه بكلّ دقّة.
إن صحّ هذا، فلماذا يستطيع البعض أن يستفيد منه في حين أن آخرين يصارعون للحصول على ما يريدون، بل حتى للحصول على أساسيات الحياة؟
الإجابة هي: في أي وقت نمرّ فيه بتجربة "فقدان الشيء"-أي شيء، فإننا لا نسمح لهذا الشيء بأن ينشأ و يتحقّق في حياتنا. وعوضا عن ذلك، فإننا نثبّت مقاومة.
الكون ينبني على قوانين الطاقة و الجاذبية. هذه الطاقة تقوم على أساس أن كل شيء و أي شيء يتذبذب في مستوى تردّد معيّن. و هو ما يعني أنه حتّى تخلق ما تتوق إليه، يجب أن تتذبذب على تردّد متناسق مع ما تتوق إليه حتّى تتلقّاه. هذه الذبذبات تنتجها أفكارنا و مشاعرنا. و هذه الأفكار و المشاعر هي المفتاح من أجل أن نسمح لما نتوق إليه بالحدوث في حياتنا.
الأفكار التي تشدّد على النقص، القصور، العجز، الخوف، الشك، القلق، الكآبة، القلّة أو التفاهة، تثبّت تناقضا في الطاقة. هذه الطاقة المتناقضة و المتضاربة تخلق مجالا طاقيا ل"عدم السماح" أو التعطيل.
وفي جوهر المسألة، فإنك لست متناسقا مع ما تتوق إليه.

تذكّر أنك جزء من الذهن الكوني الخالق. الذهن الكوني الخالق لا خيار له سوى أن يتصرّف حيال أفكارك المسيطرة و يستجيب إليها. و هو يستطيع فقط التصرّف مع تلك الأفكار التي لا تناقض فيها مع ما تتوق إليه.

و الآن لا تترك هذه المسائل تستحوذ عليك.
فالسبب الذي من أجله تشعّبت في هذه التفاصيل هو أن يكون لديك دليل علمي لما يحصل في كل من العالم المادّي و اللامادّي.

إن وجدت نفسك في مكان ما تحسّ فيه بأنّك معطّل أو أنك لا تخلق ما تريد، فافحص مليّا هذا الإثبات العلمي: الفيزياء الكميّة بيّنت الآن أننا أكبر بكثير مما ندرك. في الواقع فإن جميعنا مرتبط بالذهن الكوني الخالق الواحد، بالمجال الطاقي الواحد.
و هو ما يعني أنه بغض النظر عن الظروف فإنك أكثر قوّة ممّا يمكن أن تتخيّله.
الوقت حان إذن لتتوقّف عن القلق و الانشغال حول قدرتك على خلق مهما كان ما تتوق إليه.
لماذا؟
لأنك متحصّل عليه مسبقا بالفعل. فأنت متحصّل فعلا مسبقا على أيّما كان ما تتوق إليه في أكثرأحلامك اندفاعا. طبعا فإنه بالإمكان أن لا تجرّبه في هذا الآن، و لكنّك متحصّل عليه فعلا في مستوى كمّي كاحتمال لاشكلي موجود فعلا و مسبقا.
باختصار فإن كل شيء تريده هو احتمال وجود بصدد انتظار تعرّفك عليه و تركيز انتباهك نحوه.

يمكن تفسير الأمر بالتفكير في لعبة فيديو.
فأنت عندما تلعب لعبة فيديو، فإن كل النتائج المحتمَــلة قد وقع برمجتها مسبقا في القرص. و عندما تلعب فإنّك تركّز اهتمامك على ما تريده أن يحصل-أو النتيجة. بقيامك بهذا، فإن تجميع انتباهك حول النتيجة التي تريدها، سيختار واحدا من الاحتمالات التي وقع برمجتها مسبقا في القرص.
و هذه هي النتيجة التي تتحصّل عليها.
في لعبة الفيديو يمكن أن يكون لك نتائج مختلفة لنفس الوضعيّة. و لكن بغض النظر عن عدد النتائج فإن هناك نتيجة محتمَــلة قد وقع برمجتها مسبقا في القرص. أنت من يقرّر النتيجة بالاختيار بين الاحتمالات المبرمجة مسبقا في اللعبة.
نفس الشيء يحدث في حياتنا.

المجال الكمّي يستطيع أن يخلق عددا لا متناهيا من التجارب. ما تفكّر به في هذه اللحظة أو التي تليها يقرّر تجربتك الحالية من النتائج المحتمَــلة. حياتنا تدور حول تركيز أفكارنا لاختيار النتيجة التي نتوق إليها.
 الكون يمكن أن يوفّر لك ذلك أو نتيجة أفضل أيضا.

المهم هو أن تفهم أن كل هذا يحصل بدون أن تنشغل حول كيفية إدارة الأمور. كل ما تحتاج أن تفعله هو أن تتوق-أن تنوي، عالِـمًا أنه مهما كان ما تريده فهو موجود فعلا مسبقا، و بفضل قوّة التركيز، أن تثبّت انتباهك على ما تريده.
و هكذا فإنّه سوف يتجلّى مع يقين مطلق.

يمكن أن تجلب أي شيء إلى الوجود بفضل آمالك و يقينك و إيمانك و نيّتك في الحصول عليه بدون أي إكراه أو انشغال حول ما إذا كنت ستتحصّل عليه أم لا.

في الواقع فإن ما تتوق إليه موجود مسبقا كموجات احتمالية، لكنّك أنت من يتسبّب في أن تكون هذه الموجات الاحتمالية شيئا أو حدثا أو نقطة معيّنة في الزمان و المكان.

و الآن تأمّل فيما يلي: ما تريده هو موجود فعلا كحدث، و لكن إدراكك الحسّي للزمن يجعله يبدو كما لو أنك لم تمرّ به بعد أو أنّك منفصل عنه.
عندما تفهم ما هو الزمن و كيف يعمل- وهو ما سنناقشه لاحقا، ستكون قادرا على جلب ما تريده إلى تجاربك في مدّة أسرع أو أطول.

العالم الكمّي هو العالم الواقعي.
ما تراه في عالمك المادّي بحواسّك الخمسة هو ما خلقته عبر إدراكك الحسّي لمجموعة من الأنشطة الكميّة. النشاط الكمّي هو ما تسبّبت به أنت.
 فأنت السبب و العلّة.
لا تفكّر أبدا في أن ما تراه أو أن ما تجرّبه في حياتك هو السبب في أي شيء، إنه فقط الأثر-النتيجة.

كلّ ما تحتويه تجاربنا يتحقّق معًا بتزويدٍ من ذهنك و أذهان المحيطين بك و باقي الكون.
أنت و أنا و كل شيء آخر، جميعنا في آخر الأمر طاقة منتظمة معًا من خلال معلومات متأتية من ذهننا الفردي و من الذهن الكوني الخالق.
منتهى الأمر في كل هذا هو أن تعرف أنك جزء من محيط واحد هائل لامتناه من الطاقة. و أن لا شيء يفصلك عن أي شيء آخر. الانفصال الوحيد الذي تراه هو تضليل تسبّبت فيه حواسّك الخمسة المحدودة.

كلّنا واحد. حرفيّا.

أي شيء تفعله، أي فكرة تفكّرها تغيّر تركيبة الكون بأكمله مهما كان صغيرا هذا التغيير. و لأنك جزء من هذا الكون، فإن التأثير المتموّج لأفكارك يعود إليك و يُرجع إليك جرعة ممّا أرسلته و أطلقته. أنت تحدث تغييرا في المشاعر حولك و تموّجك يمسّ كلّ شيء. و كلّ شيء يعود إليك متموّجا ردّا للفعل، و الكلّ يرجع إليك متعدّدا.
هكذا يعمل قانون السبب و النتيجة علميّا.
اهتزاز فرد في النظام يسبّب اهتزاز النظام بأكمله. و اهتزاز النظام بأكمله يسبّب اهتزاز الفرد.
و العكس أيضا صحيح.

أظن أن هذا التقديم السريع للفيزياء الكميّة سيقنعك بأن لديك قوّة بحوزتك أكثر مما تتخيّله على الإطلاق.
لا تشغل نفسك إن وجدت بعضا مما قرأته غير ذي معنى. فستتضح الصورة لاحقا عندما تواصل قراءة باقي المقالات.
أنت لا تحتاج إلى أن تصبح خبيرا في الفيزياء الكمّية حتى تستفيد منها.
الهدف من هذا المقال هو أن تفهم ببساطة ممّا يصنع عالمك حقّا. و أن تبدأ في تبيّن كيف أنّك تتحكّم به مباشرة.
المقالات اللاحقة ستوضّح لك كيف تمارس هذا التحكّم و كيف تفسّر المردودية التي تتلقّاها.

1 commentaire: