12/02/2012

تقديم شريكك الأساسي الصامت


لو أسألك : من تكون.. كيف ستجيب؟
ربما ستخبرني باسمك، أو بأنك صاحب عمل ما، معالج، مدرّس، طالب بالجامعة، مواطن..
حسنا. أريد أن أخبرك بأنك أكثر بكثير من كل هذا.
في الواقع، أنت كائن روحي متعدد الأبعاد.

الآن عندما  يرى الناس كلمة "روحانيات" فإنهم يفكّرون أوتوماتيكيا في الدين. و مع ذلك فإن الروحانيات و الدين ليسا نفس الشيء. قاومتُ الروحانيات لمدّة طويلة و لكن وجدت أنه بإمكانك أن تكون روحانيا بدون أن تكون متديّنا.
الروحانيات تعني ببساطة أنه يمكنك الاعتقاد في شيء ما غير الفيزيائي. إنه الاعتقاد في الروح، أو الجوهر اللافيزيائي غير العالم الفيزيائي.
عندما تأتي إلى هذا الكوكب، فإن جسدك المادي قد تشكّل من شيء نسمّيه "حقل الطاقة اللامتناهي". في لحظة ولادتك، قد وقع تنشيط احتمالك في كل من العالم الفيزيائي و اللافيزيائي.
هناك مبدأ مفتاح يتوجّب فهمه هو: أنت لست جسدا له روح. أنت روح تمّ تعقيبه بجسد.
الطريقة الوحيدة لتعطيل هذا الربط مع حقل الطاقة اللامتناهي، هي بالاعتقاد بأنك مستقل عنه.

إذن كيف فقدنا قدرتنا الطبيعية للارتباط؟
من المهم أنه في عالم الحيوان لا يسائلون ارتباطهم. في المقابل، فإننا نحن البشر، بمقدرتنا على التفكير و التعليل، قد فقدنا ارتباطنا. و السبب في هذا هو أن لدينا "الأنا".
أنا-نا ليست أكثر مما نعتقد أنه نحن، اعتمادا على تكييفنا في التجارب الماضية.
إن الأنا تظن بأنها تعرف كل شيء لأنها تستطيع التعليل. على الرغم من أن التعليل لا يستطيع الاعتماد سوى على ما قد عُرف أو ما قد تمّت تجربته. و لهذا السبب، فإن أنا-ك قد شكّلت فكرة عمّن تكون، و عمّا أنت قادر على إنجازه. إنها تمتلك مفهوما معدّ مسبقا منبنٍ على ما حدث في الماضي. بتعبير آخر، يمكنها أن تقرّر مستقبلك فقط اعتمادا على ما حدث لك في الماضي، لأن هذه هي نقطتها المرجعية الوحيدة.
إذن لو تستعمل ذهنك أو أنا-ك لخلق مستقبلك فإنك ستكون دائما مقيّدا بما تظن بأنه ممكن لك اعتمادا على ماضيك.
و لأن الأنا مولعة إلى هذا الحد بما تعرفه، فإنها تحفظنا فعلا بعيدا عن هذا الحقل الطاقي اللامتناهي الذي يحتوي على كل الامكانيات التي لسنا حتى واعين بوجودها.
النتيجة النهائية هي أننا نحسّ بأننا منفصلون أو مستقلّون عن هذا الحقل الطاقي اللامتناهي، التي يسمّيها البعض "الله". و لكنّي أفضّل أن أسمّيها "مصدر الطاقة" لأنها مصدر كل شيء.
أنت و أنا متصّلون بمصدر الطاقة في كل من البعد الفيزيائي و اللافيزيائي. البعد اللافيزيائي لذاتنا هو ما أسمّيه "ذاتنا الأصيلة".
ذاتك اللامرئية و اللافيزيائية هذه يمكن أيضا تسميتها "شريكك الأساسي الصامت". لأنه ، وكما ستكتشف، فإن الأمر هو كذلك بالضبط.

شريكك الأساسي الصامت لا حدود له، و له منفذ كامل لأي شيء تستطيع أن تريده أو ترغب فيه.
إذن أفضل من خلق رغباتك بذهنك المحدود بصرامة و المكيّف على التعليل-أو أنا-ك، فإنه من الأسهل بكثير أن تسترخي و تترك ذاتك اللافيزيائية-أي ذاتك الأصيلة تساعدك. لأنها لا تعرف حدودا.
الفرق بين ذاتك الفيزيائية و ذاتك اللافيزيائية، هو أن ذاتك اللافيزيائية لديها منفذ لا محدود لمصدر الطاقة-مصدر كل شيء يوجد.
إذن عندما تبدو الحياة و كأنها تعمل ضدّك، عندما يكون حظك عثرا، عندما يظهر الأشخاص غير المناسبين-كما تفترضهم، أو عندما توقف نومك و تعود إلى عادات إحباط الذات خاصّتك، اعترف بحقيقة مهمّة واحدة: السبب في حصول كل هذا هو أنك خارج التناسق مع ذاتك، أنت خارج التناسق مع ذاتك الأصيلة. أنت فصلت ذاتك-حرفيا. ليس من الغريب أن الحياة تبدو صعبة إلى هذه الدرجة، و يائسة.
و لكن أبق في ذهنك بأنه على الرغم من إحساسك بأنك منفصل، فإنك لا تستطيع مطلقا أن تكون منفصلا. الانفصال أو الاستقلال هو وهم. لكن لو أنك تظن بأنك منفصل، فإن هذا يُنهي قدرتك على الاستفادة من الإمكانيات اللامحدودة المفتوحة لك.
 شريكك الأساسي الصامت له منفذ لكل المعرفة و الحكمة التي تحتاجها دائما لخلق حياة رائعة.
ذاتك الأصيلة ليست تحت وطأة تجاربك الماضية، اعتقاداتك، مخاوفك، رهابك أو انشغالاتك. هذه هي الأشياء التي يعرفها فقط ذهنك المحدود أو أنا-ك. و لكن ذاتك الأصيلة- شريكك الأساسي الصامت، لا حدود لها، و هي تعرف دائما ما يحب فعله و ما هو أفضل لك سواء كنتَ مدركا لهذا عن وعي أو لا.
هكذا يشتغل الأمر: ذاتك الأصيلة-أو شريكك الأساسي الصامت، تعمل في البعد اللافيزيائي . مهمّتها هي أن تدير فيضان المعلومات من العالم اللامرئي إلى العالم المرئي لمصلحتك. إنها حارس البوّابة التي من خلالها يجب أن تمرّ كل الرسائل و المعرفة و المعلومات قبل أن تصبح في متناولك.
شريكك الأساسي الصامت-ذاتك الأصيلة، يستطيع أن يساعدك على تخطّي أي عقبة، على توليد موارد و فرص دخل، إيجاد أشخاص، تعزيز مهنتك، تجارتك، مداخيلك، حل المشاكل، خلق ثروة و تحسين أي مجال في حياتك بطرق لا يمكنك حتى تخيّلها في هذا الآن.
بسبب نظرته الفسيحة و منفذه إلى مصدر الطاقة، فإن شريكك الأساسي الصامت له منفذ معرفة أبعد من إدراكك الواعي.
و بناء عليه فإنك لست لوحدك أبدا في بحثك عن النجاح، الوفرة و السعادة. حتى و لو بدا لك الأمر كذلك أحيانا.

باتصال ذاتك الأصيلة بمصدر الطاقة و بمجال الإمكانيات اللامحدود فإنها تشكّل جهاز دعم يمكنك النفاذ إليه لتقاسم أعبائك.
في الواقع، مهما كان ما تريد إنجازه في حياتك، تستطيع أن تتلقّى المساعدة في كل طور من الطريق لو أنك تعرف كيف تطلبها.
ذاتك الأصيلة تعمل خلف الستار لأربع و عشرين ساعة في اليوم، لسبع أيام في الأسبوع، مساعدةً لك على إحراز أهدافك. إنها لا تغلق مطلقا، لا تأخذ عطلة أو غياب مرض أو أيام رخصة. إنها دائما هناك لتلقي الأوامر و لتزويدك بأيما شيء طلبته.
يمكن النظر في هذا الأمر بالتفكير في حياتك كما لو أنها فيلم: أنت تلعب بشكل متزامن دورين في الفيلم. أنت نجم الفيلم و مخرجه أيضا. الفرق الوحيد هو أن الممثّل في الفيلم-النجم، أو ذاتك الفيزيائية، هو على المنصّة في السطح الفيزيائي الذي نسمّيه الأرض. و المخرج- ذاتك الأصيلة، ذاتك اللافيزيائية، يدير الأشياء من البعد اللافيزيائي.
تخيّل ذاتك الأصيلة كما لو أنها مخرج فيلمك. إنها تمتلك السيناريو الذي خلقته قبل أن تأتي إلى هنا. شريكك الأساسي الصامت يعطيك فقط ما تحتاج إلى معرفته للقيام بما تحتاج إلى القيام به في الآن الحاضر لتمثيل السيناريو.
عدم معرفة الكثير حول مستقبلك، مهمّتك، أو غاية حياتك، هو في الواقع ميزة. الغموض هو جزء من الحياة. إنه لا يسمح فقط لشريكك الأساسي الصامت بأن يدير الفيلم بأكثر نجاعة من خلف الستار، و لكنّه أيضا يزيد من الاستمتاع بالحياة بشكل هائل.
هل حصل و أن شاهدت فيلما لمرّات متعدّدة؟ إن كان الأمر كذلك فإني متأكد بأنك لاحظت بأن مستوى استمتاعك قد انخفض في كل مرّة أعدت مشاهدته.
لا يمكنك رؤية ما يراه شريكك الأساسي الصامت.
إذن فإن كل ما تحتاج إلى معرفته هو ما عليك فعله تاليا ثم استمتع بالرحلة كما ينبغي.
هدفك النهائي أو غرضك في الحياة قد قُدّر مسبقا من طرفك أنت قبل أن تأتي إلى هنا.
لكنك تأتي إلى هنا أيضا بإرادة حرّة.
و بما أنك تأتي إلى هنا بإرادة حرّة، فإنّه ليس عليك أن تمثّل السينايو بدقّة كما كٌتب. تماما مثل الممثل، بإمكانك أن ترتجل السيناريو إلى درجة ما. أغلب المخرجين سيسمحون للمثلين بفعل هذا. و لكن فقط إلى الدرجة التي لا يفقدون فيها نيّة أو خريطة السينايو. و عندما يحدث ذلك، فإن على المخرج أن يتدخّل.

إذن فإن لديك إرادة حرّة لخلق حياتك و للحصول على أي تجربة ترغب فيها. لكن العديد من هذه التجارب ليست على تناسق مع رغباتك الحقيقية أو سيناريو حياتك. و هكذا تتحوّل إلى قيود لك.
إن كنت تريد تجربة الإمكانيات اللامحدودة المتاحة لك، إذن فإن عليك تكملة جهودك بالعمل مع ذاتك الأصيلة.
مهما كانت النتيجة التي تريد صنعها في حياتك، فإن هناك تقنيات، استراتيجيات، موارد، أشخاص و أفكار معيّنة لها يمكن بلوغها من خلال شريكك الأساسي الصامت الذي يحتفظ بالحل المثالي لك و لحالتك الفريدة.
فكّر فيما قلته للتو.
تخيّل كم ستكون حياتك أسهل إن كنت قادرا على النفاذ إلى هذه الموارد في كل وقت. لن يكون هناك مزيد من الصراع، و لا مزيدا من الانشغال، و لا مزيدا من التشكّك الذاتي. ألن تكون تلك طريقة عظيمة للحياة؟
حسنا. تستطيع أن تحيى بهذه الطريقة في كل وقت إن كنت تريد أن تفتح نفسك للعون المتقدّم إليك باستمرار من ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت.

الآن دعني أتوقف هنا للحظة و أطلب منك مرة أخرى أن تحافظ من فضلك على ذهنك منفتحا.
لبعض منكم قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يتعرّضون فيه لهذا النوع من المواضيع.
كل ما أطلبه هو أن تتحكّم بذهنك و لا تتركه يمنع هذه المعلومات المغيّرة للحياة.
تذكّر: ذهنك سيقاوم التغيير. إذن لو تحسّ بأن هذا يحصل، فقط اترك هذا الإحساس يمر. لا تتخذ القرار في التو إن كنت تصدّق هذا أم لا. دعنا فقط نعمل بهذا لفترة قصيرة و سأثبت لك أن الأشياء تشتغل بهذه الطريقة حقا، و كيف يمكن أن تستعمل هذا النظام المذهل للخلق المُــحكَم.
سواء كنت تصدّق هذا أم لا، من فضلك اقرأ هذا و فكّر فيه.

حسنا. دعنا نسترخي و نواصل.
استنادا على ما يفوق العشر سنوات من الدرس و التجربة الشخصية، أنا مقتنع بنحو قاطع بأن كل شيء في كل واحد هو متصل بذكاء أعلى، أو مصدر طاقة. و هذا يتضمّنك أنت و أنا.
نظام الذكاء هذا هو مسؤول عن كل شيء يخلقه. إذن يستتبع هذا أنه يجب أن يكون قد خلق كل شيء لغرض.
ما يشيرإليه هذا هو أنك أنت و أنا هنا لغرض معيّن.
أنا أعتقد أيضا أن ذاتك الأصيلة تعرف غرضك و تستطيع أن ترشدك لتنفيذ ذلك الغرض.

تأمّل في هذا الاقتراح: كل منّا خُلق بإرادة حرّة. و لكن متى بدأت هذه الإرادة الحرّة؟
بعض الناس يظنّون أنها تبدأ بعد أن نولد. إنهم يعتقدون بأن لا خيار لهم ليولدوا أوْ لا. و لكن ما إن يكونوا هنا، فإن لديهم إرادة حرّة للقيام باختيارات في حياتهم.
آخرون يعتقدون بأن الإرادة الحرة هي أبدية. و بأنها تبدأ حتى قبل مولدنا. هذه ليست بفكرة غريبة بما أن روحك-أو ذاتك الأصيلة هي أبدية.
ذهنك المنطقي يخبرك بأن الحياة تبدأ عندما ولدت. لكن شيئا ما أعمق يخبرك بأن هذه قد لا تكون البداية الحقيقية.
إذن فإن ما أريدك أن تأخذه بعين الاعتبار هو أنك قد أتيت إلى هذه الحياة بغرض أو مهمّة معيّنة في الحياة. هناك شيء ما مميّز جدّا أتيت إلى هنا لفعله، للمساهمة به، لتجربته، لتعلّمه أو لتعليمه طوال زمانك هنا.
غرضك أو قدرك هو ما تأتي إلى هنا لتفعله أو لتكونه على هذه الأرض.لقد اخترته منذ زمن بعيد و هو الداعي لقدومك هنا. حتى الموقع و الظروف التي ولدتَ فيها هي مثالية لك. كلّها منتقاة من طرفك أنت لمساعدتك على إتمام غرضك المختار.
 للأسف فإن كثيرا من الناس يشعرون بغياب المعنى لأي غرض في حياتهم. و أغلبهم ليس لديهم حتّى أي غرض.

إذن ما هو غرضنا؟

حسنا. دعنا نستعمل قليلا من المنطق هنا.
بما أننا نأتي إلى هذه الأرض بلا شيء، و سنغادر بلا شيء، يمكنك أن تكون متأكدا بأن غرضك ليس فقط حول كسب المال و تكديس الممتلكات المادية. ماذا سيكون المقصد؟ لن تستطيع أن تأخذها معك عندما تذهب.
في تطوّر حياتك نحو غرضها و خلق رغباتك فإنك تستطيع طبعا أن تخلق الكثير من المواد أو الأمتعة الفيزيائية. و ليس هناك من خطأ في هذا قطعا. و لكن هذا ليس غرض حياتك.
ذاتك الأصيلة تختار الغرض عندما تتجلّى ككائن إنساني هنا على الأرض. و لكنّها تحتاج جسدا لتحيى و لتعمل في هذا العالم الأرضي. طريقة تواصل ذاتك الأصيلة مع جسدك و ذهنك هي من خلال رغباتك و مشاعرك.
ذاتك الأصيلة تعرف لماذا أنت هنا. و لكن ذاتك المكيَّفة، أو أنا-ك، كثيرا ما تكون بعيدة عن الغرض. إنها تغرّر بك لتطارد المال، الأمتعة الماديّة، الهيبة، الشعبية، الحب أو التقدير. ألم تلحظ يوما بأنك عندما تحصل على هذه الأشياء تجد دائما ذلك الصوت الصغير الهادئ بداخلك ليقول لك: أهكذا هو الأمر؟

بكلمات أخرى، يمكنك أن تبلغ أو تحرز هذه الأشياء، و لكنها في النهاية لن تجعلك سعيدا. إنها تستطيع أن تجعلك سعيدا لبرهة قصيرة، و لكنّك بعد ذلك ستخرج لشيء آخر تظن أنه سيجعلك سعيدا.

السعادة الحقيقية يمكن أن توجد فقط عندما تكون متصلا بغرضك في الحياة.
في الواقع فإن كثيرا من المشاكل التي تمرّ بها في حياتك تنبع من حقيقة أنك، عن لاوعي، منفصل عن غرضك.
في بعض الأوقات فإن غرضنا ليس دائما معقولا، ليس دائما واضحا في البداية. و في بعض الأوقات قد يبدو حتى سخيفا أو غريبا، باعتبار مواردنا و قدراتنا الحالية، و لكنّه في الأقل موجود.
بشكل لا واع، أغلب الناس يعرفون أنه موجود، حتى لو ينكرونه.
 يمكن أن تحاول تجاهله أو أن تتظاهر بأنه غير موجود، أو أن تعتقد بأنه لا غرض لك فعلا، و لكنه سيواصل مضايقتك إلى أن تتماهى معه، عوض أن يكون ضدّك. حتى لو كان شيئا صعبا، مستحيلا أو خطرا، فإنك ستستلهم للمخاطرة لأنك تعرف بأنه متصل بغرضك.
هذه ليست معرفة فكرية، هذه معرفة داخلية. ستشعر بتناسق مع نيّتك أو رغبتك.
لا أحد يعرف غرضه أو مهمّته بشكل واع، و لكن هذا مقبول. ذاتك الأصيلة تعرف غرضك و مهمّتك. و هي مسؤولة على إدارة كل شيء، انطلاقا من كل التفاصيل إلى أن تضمن بأنك قادر على التماسه.
هذا هو الشغل الأولي لذاتك الأصيلة.

كيفية استجابة ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت لبحثك عن المساعدة، و طريقة إدارته لفيضان المعلومات لك، ستُصاغ كلّيا عبر معرفتك لمهمّتك و لغرضك. لأنها ترى الصورة الكبيرة حتى لو أنك لا تستطيع.
غرضك في الحياة الذي اخترته و أمضيت عليه قبل أن تُجلب إلى هنا، يؤثر في كل القرارات التي تتخذها.
كل احتياجاتك، أحلامك، و رغباتك، قد تأثرت بغرضك، حتى عندما لا تعرف ذلك.
غرضك في الحياة يمارس نفوذا هائلا على ما يحدث و ما لا يحدث في حياتك.

عندما تقرأ هذا قد تبدأ في التفكير مع نفسك: هل يعني هذا أن حياتي مقدّرة مسبقا؟ أو: إلى أي حد أمتلك فعلا الاختيار فيما يحدث لي؟
مهمّتك أو غرضك الإجمالي هو مقدّر مسبقا. و لكن ليس الطريق الذي تسلكه لبلوغه.
بكلمات أخرى، فإن حياتك اليومية ليست مقدّرة أو محدّدة مسبقا، رغم أن الصورة الكبيرة، المحاور الأحداث و العلاقات التي تنخرط فيها هي مقدّرة.

أيضا أبق في ذهنك على هذه الحقيقة المهمّة: غرضك وقع اختياره من طرفك أنت من قبل حتى أن تأتي إلى هنا، عندما كنت لا تزال في اللافيزياء. و لكنك اخترته أنت.

أحتاج أن أذكّرك بأن ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت هو أنت. إنه ليس أحدا ما أو شيئا ما خارجك بصدد مداعبة الأوتار. أنت من يداعب الأوتار خاصّتك.

سنتحدّث أكثر عن التواصل مع ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت. و لكن أوّلا دعنا نتحدّث أكثر عن غرضك في الحياة-في المقال التالي.

03/02/2012

سر التحوّل الانقلابي

أنا متأكّد بأنك تتفق معي بأنه من المفيد لنا أن نحسّ بشعور جيّد، أفضل من أن نحسّ بشعور سيئ.
و لكن مع كل التأثيرات السلبية في حياتنا، كيف نستطيع فعليا تغيير طريقة شعورنا؟

هذه تقنية بسيطة نجحت معي، تسمّى "التحوّل الانقلابي".



التحوّل الانقلابي هو ببساطة الحركة التي تقوم بها لتخرج من حالة طاقة سلبية منخفضة إلى واحدة أعلى. إنها حول الإيجاد الواعي لطرق لتغيير أو لتحويل اهتزازاتك الطاقية في الحين ذاته الذي تحس فيه بأي نوع من الشعور أو العاطفة السلبية.

تدارسنا أن أي تردّد اهتزازي سلبي-مهما كلن طفيفا، يعود بجلب المزيد من نفس الشيء-فقط مضاعفا.
من جهة أخرى-و هذا مهم، أي شيء يتسبب لك في أن تحسّ حتى أفضل بقليل مما كنت تحسّه قبل حين، سيلغي ذلك التردد السلبي. لو أنك لا تفعل شيئا حيال هذا، على الأقل في بعض الأحيان خلال اليوم، فإن الأمر سيتراكم و لن تكون النتائج مستساغة.
أدركْ أنه ستكون العديد من الأحداث التي ستقع عندما يكون تجاوبك الاعتيادي هو الشعور السيئ. كن واعيا أن هذا إنما هو تجاوب مكيَّف. في ذات ذلك الحين، اسأل نفسك-مهما كان سيئا شعورك: "هل أن هذا الشعور السيئ سيجعل من الوضعيّة أفضل إلى حدّ ما؟ أو هل توجد فائدة واحدة لي لو أني أحس بالشعور السيئ؟"
بأن تكون مدركا في الحين و بطرحك لهذه الأسئلة، ستكتشف بأن الشيء الوحيد الذي ينجزه الشعور السيئ هو أن يعلّقك بمزيد من اليأس، مزيد من الاكتئاب و بالتأكيد بمزيد من التوتّر.
لديك الخيار دائما. ليس عليك أن تفكّر في الترقية التي لم تتحصّل عليها، أو في الصفقة التجارية التي لم تنجح، في المال الذي لا تمتلكه في هذا الآن، في الحبيب الذي هجرك أو في أي أمر سلبي في حياتك. أنت تستطيع أن تتحوّل انقلابيا إلى شيء آخر سيجعلك تشعر أفضل في ذلك الحين.
في هذه الفترات إذن، ما إن تدرك بأن هذا يحدث، أريدك أن تذكّر نفسك بأن تبحث عن الفكرة التي تشعرك بالأفضل. بكلمات أخرى، في ذلك الحين، اعمل على بلوغ أعلى و أفضل فكرة ممكنة. لا تنتظر. جد شيئا ما تفكّر به يجعلك تحسّ بشعور جيّد في آنك و حيثما كنت. بعد ذلك، أريدك أن تقول هذه الكلمات السحرية السبعة:
أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
بعبارة أخرى، قم باختيار واع للتحوّل الانقلابي من أي حالة سلبية إلى حالة إيجابية.
هذا يعني أنك تحتاج أن تتعلّم بأن تقفز خارج أي فكرة أو شعور سلبي -ما إن تعيها،  إلى حالة اهتزازية أفضل بقليل-في الآن ذاته. ليس بعد حين. و لكن في هذا الحين.
لسنا نتحدّث هنا عن الحالات القصوى. نحن نتحدّث عن السلبية العادية اليومية. هذه هي الاهتزازات التي نمرّ بها في أغلب الأحيان. و هي التي تميل إلى التراكم إلى أن تعبث بحياتنا.

التحوّل الانقلابي هو ببساطة البحث في طرق لشعور أفضل في الحين. مهما كان ما يحصل حولك. إنه نشاط تتعهّد به فقط لمنفعتك الخاصة. قد يمكن للآخرين و قد لا يمكن لهم أن ينتفعوا من مستواك الاهتزازي العالي. و لكن ليست تلك هي نيّتك.

ما أتحدّث عنه هو تغير عاداتنا و إدماننا على السلبية و التوجّع العاطفي.
المشاعر و العواطف السلبية هي أشد العادات كارثية للنوع الإنساني. ليست الحرب. ليس الانحباس الحراري. لا و لا هي الجريمة و لا أي شيء آخر. فهذه هي آثار المشاعر و العواطف السلبية.
سوف يتطلّب هذا الأمر التعهّد و القليل من الانتباه كل يوم. ليس على مدار اليوم. و لكن كل يوم.

إذن هذا ما أريدك أن تفعله من هنا فصاعدا: في كل حين، بغض النظر عمّا تشعر به، ابدأ في تدريب نفسك على بلوغ الفكرة التي تشعرك أفضل في ذلك الحين. ثم قل هذه الكلمات السحرية السبعة:
أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
ثمّ في ذلك الآن، اسأل نفسك: ما هي الفكرة التي أستطيع أن أفكّرها حول أي شيء، و التي ستجعلني أحسّ بشعور جيّد الآن؟
عندما تفعل هذا، ستمرّ بتغيير في حالتك الشعورية. في ذلك الحين، ستكون مهتزّا مع ما تريده عوضا عمّا لا تريده.
هذه الفكرة التي وقع تنشيطها حديثا- و التي ستسمح لك بالإحساس بشعور جيّد و لو لبرهة قصيرة، ستغيّر حياتك الحين تلو الآخر.
إذن من هنا فصاعدا، أي ضغط تمر به هو علامة تنبّهك لقول الكلمات السحرية السبعة: أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
الضغط يطلب انتباهك. و بقولك لهذه الكلمات السحرية السبعة، فإنك تبدّد الضغط فوريّا. المهم هنا هو أن تفعل هذا في الحين الذي تبدأ فيه بالشعور السيئ أو بالقلق أو الانشغال أو الاكتئاب. لأن كل ما تحتاجه هو بضع الثواني هنا و بضع الثواني هناك لتكون النتائج تراكمية.
جرّب التحول الانقلابي لخمسة عشر ثانية على الأقل. الحفاظ على فكرة أو شعور إيجابي لمجرّد خمسة عشر ثانية يمكن أن يزيل كليّا فكرة سلبية.
بدل أن يغمرك القلق أو الشك أو الخوف، في ذلك الحين، فكّر في أي شيء أو أي شخص يخلق لديك مشاعر إيجابية و أوقف الجذب السلبي. فقط أعد خلق ذلك الإحساس بالشعور الإيجابي لخمسة عشر ثانية عندما تدرك بأنك في موضع جذب سلبي.
كطريقة للقيام بذلك يمكن التفكير في شيء ممتن له. أحد أفضل الطرق للشعور الجيّد و لتغيير التردّدات هي من خلال التقدير و الشكر. سيجعلك هذا دائما تحس بشعور جيّد. عندما تجد أشياء تثمّنها، و تستعملها كنقطة تركيزك، فإن عالمك سيتحسّن حتما في أي مجال في حياتك.
يمكن أن يكون لديك تسع و تسعون شيئا يسير على نحو خاطئ في حياتك، و شيء واحد يسير على نحو صائب. و لكن بمجرّد تركيزك على الشيء الذي يسير على النحو الصائب فإن التسع و التسعين الآخرين سوف يختفون بعيدا أو سيتحسّنون. لأن قانون الجذب لا يستطيع أن يشتغل في اهتزاز مع شيء ما لا يتجاوب معه. لا تستطيع أن تقدّر و تثمّن  شيئا ما و تكون حزينا في نفس الوقت.
كلّما ازداد تقديرك لشيء ما أكثر، كلّما ازداد وصول ما تقدّره إلى حياتك.

في كل وقت تستطيع أن تجد طريقة لأن ترفع من ذهنك بالتثمين و الشكر و العرفان، فإنك تلغي آنذاك المشاعر السلبية.
كل ما عليك فعله هو أن تركّز على هذا الأمر لخمسة عشر ثانية.

هذا هو الاهتزاز الطاقي الذي نبحث عنه: إيجاد شيء يجعلك تحسّ في الحين بشعور جيّد و هو ما سيلغي سلبية الحين السابق.

أبق في ذهنك على أنه ليس عليك أن تغيّر فكرة سلبية إلى واحدة إيجابية.
ليس هذا ما نحن بصدد الحديث عنه.
كل ما عليك فعله هو خلق حالة شعورية إيجابية في ذلك الحين، لأن ذلك هو ما سينشّط الجذب الطاقي الإيجابي الذي سيجذب ما تمرّ به في حياتك.

هدفك من هنا فصاعدا هو أن  تجد طرقا، كل يوم، و مهما كان ما تشعر به في آنك، حتى تُنشئ بعض المشاعر أو الاهتزازات الإيجابية.
افعل هذا لخمسة عشر ثانية عندما تحسّ بأنك منزعج، قلق، خائف، مكتئب أو غاضب. افعل هذا أكثر عدد ممكن لك من المرات في اليوم. لأنه في كل مرّة تقوم فيه بهذا الأمر، و لو لخمسة عشر ثانية، فإنك تتجاوز حوالي عشر مرّات التدفّق السلبي الذي تدفع به. هذه ليست بمقايضة سيئة، أليس كذلك؟
لو تستطيع أن تعزّز الحفاظ على هذه الطاقة الإيجابية لمجموع عشر دقائق فقط في اليوم، فإنك ستبدأ في رؤية أشياء لا تصدّق تحدث في حياتك تجعل من نجاحك يدوم.
و كل ما يتطلّبه هذا الأمر هو خمسة عشر ثانية من التحوّل من هبوط "عادي" إلى شعور إيجابي "غير عادي" بأي طريقة تستطيعها.
إذن فقط اخلق شعورا أفضل في ذلك الحين و انطلق. ستبدأ من مستوى طاقي منخفض للجذب السلبي نحو مستوى طاقي عال للجذب الإيجابي.  لقد محوتَ على الأقل على عشر مرّات قدر التدفق السلبي للطاقة في ظرف خمسة عشر ثانية فقط. و بدأت في التدفّق بالطاقة الإيجابية التي يمكن أن تغيّر الأشياء من حولك تقريبا على الفور.
هذا ليس بالتعويض السيئ لبعض الثواني من التركيز على لا شيء أكثر من الشعور الجيّد في الآن.

الفكرة عموما هنا هي خلق عادة جديدة.
إن كان لديك عادة نفاذ الصبر عندما لا يأتيك النادل بالطعام في الوقت، أو عندما قد لا تفعل شيئا كما وعدتَ به، أو عندما لا يأتي رجل الصيانة في الوقت المتوقّع منه، أو عندما يقطع أحد الطريق عنك، حينها "تحوّلْ انقلابيا".
إذا لم يحدث لك شيء ما بالطريقة التي تريدها أن تحدث، آنذاك تحوّلْ انقلابيا إلى أيما شعور أفضل في ذلك الحين.

أظن أن الكلمات السحرية السبعة عليها أن تكون مكتوبة على جفني كل فرد من الداخل بحيث لا ينساها:
أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
ابلـغْ دائما الفكرة التي تشعرك بالأفضل،. فكرة تجعلك تحس بشعور جيّد.

أولا تحكّم في الفكرة ثم في الشعور.

إذن لو أركّز فقط في الأشياء التي تجعلني أحس بشعور جيّد، آنذاك فإن مشاعري و عواطفي ستتغيّر نحو الأفضل.

التحوّل الانقلابي هو المفتاح لإجلاء رغباتك.

المشكل أن أغلب الناس لا يصححون ذواتهم- أو لا يتحوّلون انقلابيا في الحين.
إنهم يتركون الأفكار التي لا تشعرهم بالأفضل تتراكم، ثم يحاولون استعمال التفكير الإيجابي فيما بعد لتصحيحها.
لكن "فيما بعد" يعتبر متأخرا جدّا.
انس التفكير الإيجابي.
كل ما عليك فعله هو أن تبلغ فكرة تجعلك تحسّ بشعور جيّد في الآن. فكّر في شيء ينتج شعورا جيّدا بشكل فوري. حافظ على الشعور لخمسين ثانية على الأقل، لأكثر عدد ممكن لك من المرات في اليوم، و ستتغيّر حياتك بشكل مثير. سيسمح لك هذا الأمر بأن تسترجع قوّتك و تدير حياتك.
لا تنزعج من بساطة العملية.

شخص يخلق حياته بإحكام بدل الإهمال هو من يقول: "أولويّتي هي دائما أن أبلغ الفكرة التي تشعرني بالأفضل و أن أحس بشعور جيّد في كل حين. لأنني عندما أحس بشعور جيّد فأنا متماه مع ما أتوق إليه حقّا."

كما ترى فإنه ليس من الممكن أن يكون لديك شعور سلبي مثل الخوف أو الانشغال و في نفس الوقت أن تكون متناسقا مع أي ما شيء تتوق إليه حقّا في حياتك.
بناء عليه، فإنك كلّما تحسّ بالشعور السلبي-الخوف أو الانشغال، فإنك في ذلك الحين حرفيا تطلب أو تستدعي شيئا لا تريده إلى حياتك.
ما إن تدرك بأنك في سيرورة خلق ما لا تريده، فإن أول شيء عليك فعله هو القول لنفسك: "أنا أشعر بمشاعر سلبية، ما يعني أنني أقلق. هذا مؤشّر على أنني غير متناسق مع ما أتوق إليه".
في ذلك الحين، استعمل التصحيح الذاتي. أوقف الخوف، الانشغال و الشك بإعادة التقرير و إعادة التركيز على أيما تريده أنت.
كما قلتُ سابقا، فإن القيام بهذا هو سهل. لأنك لن تكون أكثر وضوحا حول ما تريده من حين تجربتك لما لا تريده. لأن ما لا تريده هو دائما النقيض لما تريده.
إذن في تلك النقطة قل لنفسك: "سأقوم بإيقاف القلق و أعيد تركيز أفكاري". ثم أبعدْ انتباهك عمّا لا تريده، و في اتجاه ما تريده. هذا سيوقف الجذب السلبي و سيطلق الجذب الإيجابي. و ستتغيّر مشاعرك من الخوف و الانشغال نحو الانتظارات الايجابية. سيحدث هذا عندما تستعمل تمشّي التصحيح الذاتي الإيجابي في الحين.

عندما تضع نفسك في موقع الشعور الجيّد فإنك ستتلقى الإجابات التي تحتاجها من جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد بوضوح أكبر.
لو تتجاهل المشاعر السلبية و تواصل القيام بما يتسبب لك في الشعور السلبي، فإنك شيئا فشيئا، ستفقد قوّتك على التغيّر، لأنك تفصل نفسك عن جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد.
هذه ليست بعض من الترهات الميتافيزيائية للتفكير الايجابي. هذا علم محض: النظير يجذب نظيره.
هذا يعني أن ما يتدفّق منك سيتصل بنظيره الاهتزازي. و سيجلب لك مغناطيسيا شيئا ما أو أحدا ما يكون في تناسق اهتزازي مع المشاعر التي تُسيلها خارجا. ستُرجَـع إليك أيضا مضاعفة و أكثر شدّة. و هذا يسري على كل من المشاعر الإيجابية و السلبية.

إن كنت تريد سببا آخر للتحوّل انقلابيا، عليك بالتالي: كنتُ قد قرأت تقريرا طبيّا عن جامعة كارنكي-ميلون في بانسيلفينيا و عنوانه: "الزكام الشائع لا يهاجم بفرص متكافئة". و هذا ما يقوله: بعض العلماء لديهم جمعٌ ساحق من الأدلة بأن الناس الإيجابيين و المستريحين و المبتهجين هم أكثر مرونة مع المرض من أولئك الذين يميلون إلى أن يكونوا سلبيين، مكتئبين، قلقين و متوتّرين. الكهول الذين هم سلبيون، مكتئبون، قلقون و متوترون بشكل مزمن، هم أكثر عرضة للإصابة بالبرد أو الزكام ثلاث مرّات أكثر من الناس الايجابيين و المستريحين و المبتهجين. و عندما يمرض الناس الإيجابيون و المستريحون و المبتهجون فإن أعراضهم هي أخفّ بكثير. كلّما ازداد الشخص ابتهاجا و راحة و تخلّصا من التوتر، فإنه أقل عرضة لأن يتصيّد نزلة برد أو زكام.
إذن فإن هذا يعطيك سببا عمليا آخر لاستعمال "التحوّل الانقلابي".

كل ما عليك فعله هو إيجاد طريقة لشعور أفضل في الحين-كلّما تجد نفسك تبعث بالخوف أو القلق أو أي نوع آخر من المشاعر السلبية.

حتى ينجح هذا الأمر، يجب أن لا تكون حياتك بعد الآن روتينا ميكانيكيا يعمل بعادات القلق و الخوف و الشك و الريبة و الإدمان على السلبية.
سيكون عليك أن تتعهّد بأن تتحوّل انقلابيا أو بأن تدفع الثمن- مما يجذب مزيدا مما لا تريده.
بكلمات أخرى، انتزع عنك لمرة واحدة و إلى الأبد عادة المكوث في ما يبدو اهتزازا "عاديا" للسلبية و الشك و القلق و التوتر. و ادخل في عادة الاهتزاز وفق الأفكار و المشاعر ذات التردد العالي.
هذا كل ما في الأمر.
كنت أتمنى لو أني أستطيع تعقيد المسألة لك، لكنني لا أقدر.

المحور الأساسي هو التالي: أنت تصير و تجذب ما تفكّر به على امتداد اليوم.
بإمكانك أن تتحكم في أفكارك و مشاعرك، أو إنها ستتحكم فيك.

لو أنك ترصد أفكارك و مشاعرك و عواطفك و تتحوّل انقلابيا في الحين –باستمرار-كلّما تحسّ بأي شعور سلبي، فإنك ستلحظ تغييرا مثيرا في حياتك.