لو أسألك : من تكون.. كيف ستجيب؟
ربما ستخبرني باسمك، أو بأنك صاحب عمل ما، معالج، مدرّس، طالب بالجامعة، مواطن..
حسنا. أريد أن أخبرك بأنك أكثر بكثير من كل هذا.
ربما ستخبرني باسمك، أو بأنك صاحب عمل ما، معالج، مدرّس، طالب بالجامعة، مواطن..
حسنا. أريد أن أخبرك بأنك أكثر بكثير من كل هذا.
في الواقع، أنت كائن روحي متعدد الأبعاد.
الآن عندما يرى الناس كلمة "روحانيات" فإنهم يفكّرون أوتوماتيكيا في الدين. و مع ذلك فإن الروحانيات و الدين ليسا نفس الشيء. قاومتُ الروحانيات لمدّة طويلة و لكن وجدت أنه بإمكانك أن تكون روحانيا بدون أن تكون متديّنا.
الروحانيات تعني ببساطة أنه يمكنك الاعتقاد في شيء ما غير الفيزيائي. إنه الاعتقاد في الروح، أو الجوهر اللافيزيائي غير العالم الفيزيائي.
عندما تأتي إلى هذا الكوكب، فإن جسدك المادي قد تشكّل من شيء نسمّيه "حقل الطاقة اللامتناهي". في لحظة ولادتك، قد وقع تنشيط احتمالك في كل من العالم الفيزيائي و اللافيزيائي.
هناك مبدأ مفتاح يتوجّب فهمه هو: أنت لست جسدا له روح. أنت روح تمّ تعقيبه بجسد.
هناك مبدأ مفتاح يتوجّب فهمه هو: أنت لست جسدا له روح. أنت روح تمّ تعقيبه بجسد.
الطريقة الوحيدة لتعطيل هذا الربط مع حقل الطاقة اللامتناهي، هي بالاعتقاد بأنك مستقل عنه.
إذن كيف فقدنا قدرتنا الطبيعية للارتباط؟
من المهم أنه في عالم الحيوان لا يسائلون ارتباطهم. في المقابل، فإننا نحن البشر، بمقدرتنا على التفكير و التعليل، قد فقدنا ارتباطنا. و السبب في هذا هو أن لدينا "الأنا".
أنا-نا ليست أكثر مما نعتقد أنه نحن، اعتمادا على تكييفنا في التجارب الماضية.
إن الأنا تظن بأنها تعرف كل شيء لأنها تستطيع التعليل. على الرغم من أن التعليل لا يستطيع الاعتماد سوى على ما قد عُرف أو ما قد تمّت تجربته. و لهذا السبب، فإن أنا-ك قد شكّلت فكرة عمّن تكون، و عمّا أنت قادر على إنجازه. إنها تمتلك مفهوما معدّ مسبقا منبنٍ على ما حدث في الماضي. بتعبير آخر، يمكنها أن تقرّر مستقبلك فقط اعتمادا على ما حدث لك في الماضي، لأن هذه هي نقطتها المرجعية الوحيدة.
إذن لو تستعمل ذهنك أو أنا-ك لخلق مستقبلك فإنك ستكون دائما مقيّدا بما تظن بأنه ممكن لك اعتمادا على ماضيك.
من المهم أنه في عالم الحيوان لا يسائلون ارتباطهم. في المقابل، فإننا نحن البشر، بمقدرتنا على التفكير و التعليل، قد فقدنا ارتباطنا. و السبب في هذا هو أن لدينا "الأنا".
أنا-نا ليست أكثر مما نعتقد أنه نحن، اعتمادا على تكييفنا في التجارب الماضية.
إن الأنا تظن بأنها تعرف كل شيء لأنها تستطيع التعليل. على الرغم من أن التعليل لا يستطيع الاعتماد سوى على ما قد عُرف أو ما قد تمّت تجربته. و لهذا السبب، فإن أنا-ك قد شكّلت فكرة عمّن تكون، و عمّا أنت قادر على إنجازه. إنها تمتلك مفهوما معدّ مسبقا منبنٍ على ما حدث في الماضي. بتعبير آخر، يمكنها أن تقرّر مستقبلك فقط اعتمادا على ما حدث لك في الماضي، لأن هذه هي نقطتها المرجعية الوحيدة.
إذن لو تستعمل ذهنك أو أنا-ك لخلق مستقبلك فإنك ستكون دائما مقيّدا بما تظن بأنه ممكن لك اعتمادا على ماضيك.
و لأن الأنا مولعة إلى هذا الحد بما تعرفه، فإنها تحفظنا فعلا بعيدا عن هذا الحقل الطاقي اللامتناهي الذي يحتوي على كل الامكانيات التي لسنا حتى واعين بوجودها.
النتيجة النهائية هي أننا نحسّ بأننا منفصلون أو مستقلّون عن هذا الحقل الطاقي اللامتناهي، التي يسمّيها البعض "الله". و لكنّي أفضّل أن أسمّيها "مصدر الطاقة" لأنها مصدر كل شيء.
أنت و أنا متصّلون بمصدر الطاقة في كل من البعد الفيزيائي و اللافيزيائي. البعد اللافيزيائي لذاتنا هو ما أسمّيه "ذاتنا الأصيلة".
ذاتك اللامرئية و اللافيزيائية هذه يمكن أيضا تسميتها "شريكك الأساسي الصامت". لأنه ، وكما ستكتشف، فإن الأمر هو كذلك بالضبط.
شريكك الأساسي الصامت لا حدود له، و له منفذ كامل لأي شيء تستطيع أن تريده أو ترغب فيه.
إذن أفضل من خلق رغباتك بذهنك المحدود بصرامة و المكيّف على التعليل-أو أنا-ك، فإنه من الأسهل بكثير أن تسترخي و تترك ذاتك اللافيزيائية-أي ذاتك الأصيلة تساعدك. لأنها لا تعرف حدودا.
الفرق بين ذاتك الفيزيائية و ذاتك اللافيزيائية، هو أن ذاتك اللافيزيائية لديها منفذ لا محدود لمصدر الطاقة-مصدر كل شيء يوجد.
إذن عندما تبدو الحياة و كأنها تعمل ضدّك، عندما يكون حظك عثرا، عندما يظهر الأشخاص غير المناسبين-كما تفترضهم، أو عندما توقف نومك و تعود إلى عادات إحباط الذات خاصّتك، اعترف بحقيقة مهمّة واحدة: السبب في حصول كل هذا هو أنك خارج التناسق مع ذاتك، أنت خارج التناسق مع ذاتك الأصيلة. أنت فصلت ذاتك-حرفيا. ليس من الغريب أن الحياة تبدو صعبة إلى هذه الدرجة، و يائسة.
و لكن أبق في ذهنك بأنه على الرغم من إحساسك بأنك منفصل، فإنك لا تستطيع مطلقا أن تكون منفصلا. الانفصال أو الاستقلال هو وهم. لكن لو أنك تظن بأنك منفصل، فإن هذا يُنهي قدرتك على الاستفادة من الإمكانيات اللامحدودة المفتوحة لك.
ذاتك اللامرئية و اللافيزيائية هذه يمكن أيضا تسميتها "شريكك الأساسي الصامت". لأنه ، وكما ستكتشف، فإن الأمر هو كذلك بالضبط.
شريكك الأساسي الصامت لا حدود له، و له منفذ كامل لأي شيء تستطيع أن تريده أو ترغب فيه.
إذن أفضل من خلق رغباتك بذهنك المحدود بصرامة و المكيّف على التعليل-أو أنا-ك، فإنه من الأسهل بكثير أن تسترخي و تترك ذاتك اللافيزيائية-أي ذاتك الأصيلة تساعدك. لأنها لا تعرف حدودا.
الفرق بين ذاتك الفيزيائية و ذاتك اللافيزيائية، هو أن ذاتك اللافيزيائية لديها منفذ لا محدود لمصدر الطاقة-مصدر كل شيء يوجد.
إذن عندما تبدو الحياة و كأنها تعمل ضدّك، عندما يكون حظك عثرا، عندما يظهر الأشخاص غير المناسبين-كما تفترضهم، أو عندما توقف نومك و تعود إلى عادات إحباط الذات خاصّتك، اعترف بحقيقة مهمّة واحدة: السبب في حصول كل هذا هو أنك خارج التناسق مع ذاتك، أنت خارج التناسق مع ذاتك الأصيلة. أنت فصلت ذاتك-حرفيا. ليس من الغريب أن الحياة تبدو صعبة إلى هذه الدرجة، و يائسة.
و لكن أبق في ذهنك بأنه على الرغم من إحساسك بأنك منفصل، فإنك لا تستطيع مطلقا أن تكون منفصلا. الانفصال أو الاستقلال هو وهم. لكن لو أنك تظن بأنك منفصل، فإن هذا يُنهي قدرتك على الاستفادة من الإمكانيات اللامحدودة المفتوحة لك.
شريكك الأساسي الصامت له منفذ لكل المعرفة و الحكمة التي تحتاجها دائما لخلق حياة رائعة.
ذاتك الأصيلة ليست تحت وطأة تجاربك الماضية، اعتقاداتك، مخاوفك، رهابك أو انشغالاتك. هذه هي الأشياء التي يعرفها فقط ذهنك المحدود أو أنا-ك. و لكن ذاتك الأصيلة- شريكك الأساسي الصامت، لا حدود لها، و هي تعرف دائما ما يحب فعله و ما هو أفضل لك سواء كنتَ مدركا لهذا عن وعي أو لا.
هكذا يشتغل الأمر: ذاتك الأصيلة-أو شريكك الأساسي الصامت، تعمل في البعد اللافيزيائي . مهمّتها هي أن تدير فيضان المعلومات من العالم اللامرئي إلى العالم المرئي لمصلحتك. إنها حارس البوّابة التي من خلالها يجب أن تمرّ كل الرسائل و المعرفة و المعلومات قبل أن تصبح في متناولك.
شريكك الأساسي الصامت-ذاتك الأصيلة، يستطيع أن يساعدك على تخطّي أي عقبة، على توليد موارد و فرص دخل، إيجاد أشخاص، تعزيز مهنتك، تجارتك، مداخيلك، حل المشاكل، خلق ثروة و تحسين أي مجال في حياتك بطرق لا يمكنك حتى تخيّلها في هذا الآن.
بسبب نظرته الفسيحة و منفذه إلى مصدر الطاقة، فإن شريكك الأساسي الصامت له منفذ معرفة أبعد من إدراكك الواعي.
و بناء عليه فإنك لست لوحدك أبدا في بحثك عن النجاح، الوفرة و السعادة. حتى و لو بدا لك الأمر كذلك أحيانا.
بسبب نظرته الفسيحة و منفذه إلى مصدر الطاقة، فإن شريكك الأساسي الصامت له منفذ معرفة أبعد من إدراكك الواعي.
و بناء عليه فإنك لست لوحدك أبدا في بحثك عن النجاح، الوفرة و السعادة. حتى و لو بدا لك الأمر كذلك أحيانا.
باتصال ذاتك الأصيلة بمصدر الطاقة و بمجال الإمكانيات اللامحدود فإنها تشكّل جهاز دعم يمكنك النفاذ إليه لتقاسم أعبائك.
في الواقع، مهما كان ما تريد إنجازه في حياتك، تستطيع أن تتلقّى المساعدة في كل طور من الطريق لو أنك تعرف كيف تطلبها.
ذاتك الأصيلة تعمل خلف الستار لأربع و عشرين ساعة في اليوم، لسبع أيام في الأسبوع، مساعدةً لك على إحراز أهدافك. إنها لا تغلق مطلقا، لا تأخذ عطلة أو غياب مرض أو أيام رخصة. إنها دائما هناك لتلقي الأوامر و لتزويدك بأيما شيء طلبته.
يمكن النظر في هذا الأمر بالتفكير في حياتك كما لو أنها فيلم: أنت تلعب بشكل متزامن دورين في الفيلم. أنت نجم الفيلم و مخرجه أيضا. الفرق الوحيد هو أن الممثّل في الفيلم-النجم، أو ذاتك الفيزيائية، هو على المنصّة في السطح الفيزيائي الذي نسمّيه الأرض. و المخرج- ذاتك الأصيلة، ذاتك اللافيزيائية، يدير الأشياء من البعد اللافيزيائي.
تخيّل ذاتك الأصيلة كما لو أنها مخرج فيلمك. إنها تمتلك السيناريو الذي خلقته قبل أن تأتي إلى هنا. شريكك الأساسي الصامت يعطيك فقط ما تحتاج إلى معرفته للقيام بما تحتاج إلى القيام به في الآن الحاضر لتمثيل السيناريو.
عدم معرفة الكثير حول مستقبلك، مهمّتك، أو غاية حياتك، هو في الواقع ميزة. الغموض هو جزء من الحياة. إنه لا يسمح فقط لشريكك الأساسي الصامت بأن يدير الفيلم بأكثر نجاعة من خلف الستار، و لكنّه أيضا يزيد من الاستمتاع بالحياة بشكل هائل.
عدم معرفة الكثير حول مستقبلك، مهمّتك، أو غاية حياتك، هو في الواقع ميزة. الغموض هو جزء من الحياة. إنه لا يسمح فقط لشريكك الأساسي الصامت بأن يدير الفيلم بأكثر نجاعة من خلف الستار، و لكنّه أيضا يزيد من الاستمتاع بالحياة بشكل هائل.
هل حصل و أن شاهدت فيلما لمرّات متعدّدة؟ إن كان الأمر كذلك فإني متأكد بأنك لاحظت بأن مستوى استمتاعك قد انخفض في كل مرّة أعدت مشاهدته.
لا يمكنك رؤية ما يراه شريكك الأساسي الصامت.
لا يمكنك رؤية ما يراه شريكك الأساسي الصامت.
إذن فإن كل ما تحتاج إلى معرفته هو ما عليك فعله تاليا ثم استمتع بالرحلة كما ينبغي.
هدفك النهائي أو غرضك في الحياة قد قُدّر مسبقا من طرفك أنت قبل أن تأتي إلى هنا.
لكنك تأتي إلى هنا أيضا بإرادة حرّة.
و بما أنك تأتي إلى هنا بإرادة حرّة، فإنّه ليس عليك أن تمثّل السينايو بدقّة كما كٌتب. تماما مثل الممثل، بإمكانك أن ترتجل السيناريو إلى درجة ما. أغلب المخرجين سيسمحون للمثلين بفعل هذا. و لكن فقط إلى الدرجة التي لا يفقدون فيها نيّة أو خريطة السينايو. و عندما يحدث ذلك، فإن على المخرج أن يتدخّل.
إذن فإن لديك إرادة حرّة لخلق حياتك و للحصول على أي تجربة ترغب فيها. لكن العديد من هذه التجارب ليست على تناسق مع رغباتك الحقيقية أو سيناريو حياتك. و هكذا تتحوّل إلى قيود لك.
إن كنت تريد تجربة الإمكانيات اللامحدودة المتاحة لك، إذن فإن عليك تكملة جهودك بالعمل مع ذاتك الأصيلة.
مهما كانت النتيجة التي تريد صنعها في حياتك، فإن هناك تقنيات، استراتيجيات، موارد، أشخاص و أفكار معيّنة لها يمكن بلوغها من خلال شريكك الأساسي الصامت الذي يحتفظ بالحل المثالي لك و لحالتك الفريدة.
فكّر فيما قلته للتو.
تخيّل كم ستكون حياتك أسهل إن كنت قادرا على النفاذ إلى هذه الموارد في كل وقت. لن يكون هناك مزيد من الصراع، و لا مزيدا من الانشغال، و لا مزيدا من التشكّك الذاتي. ألن تكون تلك طريقة عظيمة للحياة؟
حسنا. تستطيع أن تحيى بهذه الطريقة في كل وقت إن كنت تريد أن تفتح نفسك للعون المتقدّم إليك باستمرار من ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت.
الآن دعني أتوقف هنا للحظة و أطلب منك مرة أخرى أن تحافظ من فضلك على ذهنك منفتحا.
لبعض منكم قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يتعرّضون فيه لهذا النوع من المواضيع.
كل ما أطلبه هو أن تتحكّم بذهنك و لا تتركه يمنع هذه المعلومات المغيّرة للحياة.
تذكّر: ذهنك سيقاوم التغيير. إذن لو تحسّ بأن هذا يحصل، فقط اترك هذا الإحساس يمر. لا تتخذ القرار في التو إن كنت تصدّق هذا أم لا. دعنا فقط نعمل بهذا لفترة قصيرة و سأثبت لك أن الأشياء تشتغل بهذه الطريقة حقا، و كيف يمكن أن تستعمل هذا النظام المذهل للخلق المُــحكَم.
سواء كنت تصدّق هذا أم لا، من فضلك اقرأ هذا و فكّر فيه.
حسنا. دعنا نسترخي و نواصل.
استنادا على ما يفوق العشر سنوات من الدرس و التجربة الشخصية، أنا مقتنع بنحو قاطع بأن كل شيء في كل واحد هو متصل بذكاء أعلى، أو مصدر طاقة. و هذا يتضمّنك أنت و أنا.
نظام الذكاء هذا هو مسؤول عن كل شيء يخلقه. إذن يستتبع هذا أنه يجب أن يكون قد خلق كل شيء لغرض.
ما يشيرإليه هذا هو أنك أنت و أنا هنا لغرض معيّن.
أنا أعتقد أيضا أن ذاتك الأصيلة تعرف غرضك و تستطيع أن ترشدك لتنفيذ ذلك الغرض.
تأمّل في هذا الاقتراح: كل منّا خُلق بإرادة حرّة. و لكن متى بدأت هذه الإرادة الحرّة؟
بعض الناس يظنّون أنها تبدأ بعد أن نولد. إنهم يعتقدون بأن لا خيار لهم ليولدوا أوْ لا. و لكن ما إن يكونوا هنا، فإن لديهم إرادة حرّة للقيام باختيارات في حياتهم.
آخرون يعتقدون بأن الإرادة الحرة هي أبدية. و بأنها تبدأ حتى قبل مولدنا. هذه ليست بفكرة غريبة بما أن روحك-أو ذاتك الأصيلة هي أبدية.
ذهنك المنطقي يخبرك بأن الحياة تبدأ عندما ولدت. لكن شيئا ما أعمق يخبرك بأن هذه قد لا تكون البداية الحقيقية.
إذن فإن ما أريدك أن تأخذه بعين الاعتبار هو أنك قد أتيت إلى هذه الحياة بغرض أو مهمّة معيّنة في الحياة. هناك شيء ما مميّز جدّا أتيت إلى هنا لفعله، للمساهمة به، لتجربته، لتعلّمه أو لتعليمه طوال زمانك هنا.
غرضك أو قدرك هو ما تأتي إلى هنا لتفعله أو لتكونه على هذه الأرض.لقد اخترته منذ زمن بعيد و هو الداعي لقدومك هنا. حتى الموقع و الظروف التي ولدتَ فيها هي مثالية لك. كلّها منتقاة من طرفك أنت لمساعدتك على إتمام غرضك المختار.
للأسف فإن كثيرا من الناس يشعرون بغياب المعنى لأي غرض في حياتهم. و أغلبهم ليس لديهم حتّى أي غرض.
إذن ما هو غرضنا؟
حسنا. دعنا نستعمل قليلا من المنطق هنا.
بما أننا نأتي إلى هذه الأرض بلا شيء، و سنغادر بلا شيء، يمكنك أن تكون متأكدا بأن غرضك ليس فقط حول كسب المال و تكديس الممتلكات المادية. ماذا سيكون المقصد؟ لن تستطيع أن تأخذها معك عندما تذهب.
في تطوّر حياتك نحو غرضها و خلق رغباتك فإنك تستطيع طبعا أن تخلق الكثير من المواد أو الأمتعة الفيزيائية. و ليس هناك من خطأ في هذا قطعا. و لكن هذا ليس غرض حياتك.
ذاتك الأصيلة تختار الغرض عندما تتجلّى ككائن إنساني هنا على الأرض. و لكنّها تحتاج جسدا لتحيى و لتعمل في هذا العالم الأرضي. طريقة تواصل ذاتك الأصيلة مع جسدك و ذهنك هي من خلال رغباتك و مشاعرك.
ذاتك الأصيلة تعرف لماذا أنت هنا. و لكن ذاتك المكيَّفة، أو أنا-ك، كثيرا ما تكون بعيدة عن الغرض. إنها تغرّر بك لتطارد المال، الأمتعة الماديّة، الهيبة، الشعبية، الحب أو التقدير. ألم تلحظ يوما بأنك عندما تحصل على هذه الأشياء تجد دائما ذلك الصوت الصغير الهادئ بداخلك ليقول لك: أهكذا هو الأمر؟
بكلمات أخرى، يمكنك أن تبلغ أو تحرز هذه الأشياء، و لكنها في النهاية لن تجعلك سعيدا. إنها تستطيع أن تجعلك سعيدا لبرهة قصيرة، و لكنّك بعد ذلك ستخرج لشيء آخر تظن أنه سيجعلك سعيدا.
السعادة الحقيقية يمكن أن توجد فقط عندما تكون متصلا بغرضك في الحياة.
في الواقع فإن كثيرا من المشاكل التي تمرّ بها في حياتك تنبع من حقيقة أنك، عن لاوعي، منفصل عن غرضك.
في بعض الأوقات فإن غرضنا ليس دائما معقولا، ليس دائما واضحا في البداية. و في بعض الأوقات قد يبدو حتى سخيفا أو غريبا، باعتبار مواردنا و قدراتنا الحالية، و لكنّه في الأقل موجود.
بشكل لا واع، أغلب الناس يعرفون أنه موجود، حتى لو ينكرونه.
يمكن أن تحاول تجاهله أو أن تتظاهر بأنه غير موجود، أو أن تعتقد بأنه لا غرض لك فعلا، و لكنه سيواصل مضايقتك إلى أن تتماهى معه، عوض أن يكون ضدّك. حتى لو كان شيئا صعبا، مستحيلا أو خطرا، فإنك ستستلهم للمخاطرة لأنك تعرف بأنه متصل بغرضك.
هذه ليست معرفة فكرية، هذه معرفة داخلية. ستشعر بتناسق مع نيّتك أو رغبتك.
لا أحد يعرف غرضه أو مهمّته بشكل واع، و لكن هذا مقبول. ذاتك الأصيلة تعرف غرضك و مهمّتك. و هي مسؤولة على إدارة كل شيء، انطلاقا من كل التفاصيل إلى أن تضمن بأنك قادر على التماسه.
هذا هو الشغل الأولي لذاتك الأصيلة.
كيفية استجابة ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت لبحثك عن المساعدة، و طريقة إدارته لفيضان المعلومات لك، ستُصاغ كلّيا عبر معرفتك لمهمّتك و لغرضك. لأنها ترى الصورة الكبيرة حتى لو أنك لا تستطيع.
غرضك في الحياة الذي اخترته و أمضيت عليه قبل أن تُجلب إلى هنا، يؤثر في كل القرارات التي تتخذها.
كل احتياجاتك، أحلامك، و رغباتك، قد تأثرت بغرضك، حتى عندما لا تعرف ذلك.
غرضك في الحياة يمارس نفوذا هائلا على ما يحدث و ما لا يحدث في حياتك.
عندما تقرأ هذا قد تبدأ في التفكير مع نفسك: هل يعني هذا أن حياتي مقدّرة مسبقا؟ أو: إلى أي حد أمتلك فعلا الاختيار فيما يحدث لي؟
مهمّتك أو غرضك الإجمالي هو مقدّر مسبقا. و لكن ليس الطريق الذي تسلكه لبلوغه.
بكلمات أخرى، فإن حياتك اليومية ليست مقدّرة أو محدّدة مسبقا، رغم أن الصورة الكبيرة، المحاور الأحداث و العلاقات التي تنخرط فيها هي مقدّرة.
أيضا أبق في ذهنك على هذه الحقيقة المهمّة: غرضك وقع اختياره من طرفك أنت من قبل حتى أن تأتي إلى هنا، عندما كنت لا تزال في اللافيزياء. و لكنك اخترته أنت.
أحتاج أن أذكّرك بأن ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت هو أنت. إنه ليس أحدا ما أو شيئا ما خارجك بصدد مداعبة الأوتار. أنت من يداعب الأوتار خاصّتك.
سنتحدّث أكثر عن التواصل مع ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت. و لكن أوّلا دعنا نتحدّث أكثر عن غرضك في الحياة-في المقال التالي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire