29/04/2012

كيف تعرف ما ترغب فيه حقّا؟ -1


إلى هذه النقطة يمكن أن تظن أن تحديد رغباتك القلبية سوف يكون سهلا. لكن من خلال تجربتي وجدتُ أن هذا ليس سهلا بالنسبة لأغلب الناس. و هذا مردّه أنّنا لم نتعلّم أن نركّز على رغباتنا القلبية. لقد دُرِّبنا على استعمال ذهننا و ليس قلبنا. أستطيع أن أبدأ في إخبارك عن عدد الناس الذين قالوا لي أنهم لا يعرفون ماذا يريدون أن يكونوا، أن يفعلوا أو أن يحصلوا عليه في حياتهم. إنهم لا يزالون يبحثون. و سبب ذلك أنهم يحاولون إيجاد الحل باستعمال رأسهم-أو ذهنهم المنطقي. المشكل أنه عندما نستعمل رأسنا- أو ذهننا المنطقي لتمثّل أي حل، فإننا نستطيع فقط أن نلج إلى المعلومات الموجودة مسبقا هناك.
كل القرارات المتخذة من ذهننا يقع تصفيتها عبر ما نعرفه مسبقا، و هو الذي يعتمد على تجاربنا السابقة. إذن فنحن مهزومون مسبقا لأنه من المستحيل على الذهن المنطقي أن يرى إمكانيات. الذهن يعرف فقط شيئا واحدا: البقاء. و طريقة بقائه هي بالبحث في الماضي و أخذ قرارات حول المستقبل اعتمادا على ما حدث في الماضي. إنه لا يعرف شيئا آخر.
القلب، من الجهة الأخرى، لا يعرف حدودا. لأنه مرتبط بذاتك الأصيلة-شريكك الأساسي الصامت و مصدر الطاقة.
 إذن كيف نحدد رغباتنا القلبية الحقيقية؟

واحدة من الطرق السهلة لتحديد رغباتنا القلبية الحقيقية هي أنها دائما مشدودة بمشاعر قوية. هذا مهم لأن امتلاك شعور قوي هو ما يوفّر التحفيز لكي تُفعل الأشياء في الحياة. هو يعطينا أيضا مستوى عال من النجاح و الرضا و اللهو أثناء العملية. رغباتك القلبية الحقيقية تخلق أيضا شيئا يسمّى "طاقة مغناطيسية خلّاقة". هذه القوة الخلاقة هي القوة الوحيدة، الشديدة كفاية، لتسند التركيز و الفعل المستمرّين و اللازمين لبلوغ رغباتك القلبية.
حياتك هي قصيرة و ثمينة لتضيّع وقتك في أشياء تفكّر أنه يستحسن أو يتعيّن أو يجب أن تكونها أو تفعلها أو تحصل عليها.
أجل. هناك أوقات يجب عليك فيها القيام بما تحتاج أن تفعله لعائلتك، لمشغّليك، لجماعتك ولبلدك ! و لكن حتى الواجب يكون متعة عندما يكون متماهيا مع رغباتك القلبية الحقيقية.
إنه واقع حياة أنك ستلاقي دائما بعض ال"يتوجّب عليك" في طريقك نحو "ما ترغب فيه"- و هي رغباتك القلبية الحقيقية. بعض هذه الواجبات يمكن أن تكون بغيضة، صعبة، مكلفة أو حتى مؤلمة. لكنك- و أتمنى أنك تستوعب هذا- لن تنزعج من القيام بها إن جاءتك في الطريق نحو رغباتك القلبية الحقيقية. في كثير من الأحيان و أمام هذه الواجبات، قد يصيبك نوع من الإحباط الشعوري، لأنك لست متعوّدا على التعامل مع ما تحس به في المستوى القلبي. أغلب حياتك تحاول أن تحيا عبر رأسك-لا قلبك. إذن فأنت غير متماس مع ما ترغب فيه حقا.

ما أود أن أفعله الآن، هو أن أعطيك منهجيّة بثلاث خطوات تستطيع أن تستعملها لتساعدك على تكشّف و فتح الأبواب لرغباتك القلبية الحقيقية.
لكن قبل أن نبدأ، أريد أن أنبّهك بأن هذه الخطوات يمكن أن تكون مخيفة قليلا. هذا ما أريد أن أنبّهك بشأنه بالتحديد: ما إن تفتح هذه الأبواب، لن تستطيع العودة إلى ما كنت فيه الآن، حتى تحيا حياة سعيدة و مبهجة و مكتملة. سبب هذا هو أنه ما إن تكتشف ما أنت بصدد قراءته، ستكون مرغما في مستوى واع و لاواع على إجلاء رغباتك القلبية الحقيقية. إذن يمكن أن تمر ببعض الإحساسات الوقتية غير المريحة، قبل أن تصفّف نفسك مع رغباتك القلبية الحقيقية. في المقابل فإنك لن تندم على القيام بهذا التمرين لأنك ما إن تذهب في هذه الخطوات الثلاثة، فإنك ستكون في الطريق نحو أكثر حرية و سعادة من أي تجربة مضت.
سوف أرافقك خلال الخطوات الثلاث. ليس عليك في الواقع أن تقوم بها في هذا الحين. يمكن أن تقوم بها بعد قراءة هذا المقال. و لكن تأكّد بأنك ستقوم بها لأنك ستضيع شيئا يمكن أن يغيّر حياتك بشكل مثير.

حسنا. هاهي:

الخطوة الأولى: الشيء الأول الذي أريدك أن تفعله هو أن تسأل نفسك هذا السؤال: ما الذي أود أن أحصل عليه في حياتي و ليس لدي في هذا الآن؟
هذا واحد من أهم الأسئلة التي سوف تطرحها على نفسك على الإطلاق. السؤال مصمّم لتتكشّف على رغباتك القلبية الحقيقية في مختلف مجالات حياتك. اسأل ذلك السؤال ثم خذ بعض الوقت و انظر ماذا يتبادر إليك. تأكد بأن تكتب الإجابات.
اسأل نفسك السؤال مرّة أخرى: ما الذي أود أن أحصل عليه في حياتي و ليس لدي في هذا الآن؟ و واصل كتابة مهما يتبادر إليك. إن لم تأتك الإجابة مباشرة، فلا تقلق.
هذه بعض الأسئلة البديلة التي يمكن أن تسألها لنفسك لإيجاد الإجابة لهذا السؤال: ماذا أحب أن أفعل إن لم يكن هناك أي قيود أو عوائق؟  لو كان المال أمرا غير داع للقلق بشأنه، مالذي سوف أود أن أفعله؟ مالذي يجعلني سعيدا جدا؟ مالذي يجعلني أضحك؟ مالذي يوجّه مشاعري بشكل إيجابي عندما أفكّر به؟ مالذي يبدو أني أفكّر به دائما عندما أحلم يقظا حول شيء ما أود حقا أن أكونه أو أفعله أو أحصل عليه؟ مالذي أحب أن أفعله لأساعد الآخرين؟ ماهي الخصائص أو السمات الشخصية التي أود أن أحصل عليها و لكنها ليست لدي الآن؟ ماهو نوع المظهر الجسدي الذي أردتُ دائما أن أطوّره؟ مالذي أريده من أفراد عائلتي؟ مالذي أريده من الآخرين؟ مالذي أفعله أنا و صديقي المفضّل للهو؟ و هذا سؤال جيّد: مالذي اعتدتُ على فعله، و استمتعتُ به، و لكن لا أفعله الآن؟
كل واحد من هذه الأسئلة هو مصمّم لإثارة تجاوب شعوري قوي. ليست كلّها رغباتك القلبية الحقيقية. ستحتاج إلى التأمل في هذه الأسئلة مرّة أخرى بعد قراءة هذا المقال و كتابة الأجوبة. أما الآن، فدعني أواصل مرافقتك خلال الخطوات التي ستظهر لك رغباتك القلبية الحقيقية.

حسنا.
الخطوة الثانية: اسأل نفسك هذا السؤال: لو أني أحصل على هذا* في حياتي، أو كنتُ كذلك*، أو أستطيع أن أفعل ذلك* (* الإجابة على السؤال الأول)، فكيف سيجعلني ذلك أشعر؟
الآن اسأل نفسك هذا السؤال حول كل رغبة حدّدتها بالسؤال الأول. هذا سيساعدك على فرز إجاباتك حول السؤال الأول. طرح السؤال الثاني يساعدك على تجاوز رغباتك السطحية و التركيز على ما هو حقّا مهم لك.
أريد أن أؤكّد أنه كلّما كان الشعور أو الإحساس أقوى بعد الإجابة على السؤال، كلّما ازددتَ قربًا من رغباتك القلبية الحقيقية. و لكن بحثك لم ينته. عليك الآن أن تُكمل الخطوة الثالثة!

الخطوة الثالثة: حتى تكون الإجابات على السؤالين الأولين فعّالة، تحتاج إلى قيس قوّة رغباتك القلبية. إذن، في مقياس من 1 إلى 100، إلى أي حدّ، أريد أيّا من هذه الأشياء؟
عليك أن تصبح حسّاسا جدّا إلى شدّة إجاباتك الشعورية فيما اكتشفته في الخطوة الأولى و الثانية. هذه الحساسية ستساعدك على أن تقيس بدقّة شدّة رغباتك. الشدّة هي كلّ شيء عندما يتعلّق الأمر بإنجاز رغباتك القلبية. درجة واحدة أو درجتان من الشدّة يمكن أن تُحدث فرقا هائلا في النتائج التي تحقّقها.
كمثال، لو أنك تريد أن تطهو بعض الخضروات، عليك أولا أن تغلّي الماء إلى 100 درجة مئوية حتى تجعل الماء يغلي. لو أن الحرارة هي بين 35 و 40 درجة مئوية، فإن الماء سيبدو دافئا و لن يحصل شيء. 90 درجة هي قريبة جدّا و لكنّها مع ذلك لن تفعل شيئا. فقط عندما تبلغ الحرارة 100 درجة مئوية فإن الماء سيبدأ في الغليان و يجلب لك النتائج التي تريدها.
الرسم البياني للزلازل أو مقياس ريشتر يقيس مغناطيس الزلزال بين 0 و 10. هل تعجّبت لمرّة لماذا هناك فرق مثير بين زلزال ب5 و زلزال ب7 على مقياس ريشتر؟ السبب هو أن كل رقم زائد في مقياس ريشتر يمثّل زلزالا عشر مرّات أقوى من الرقم الذي تحته. إذن عندما يقدّر زلزال ب7 في مقياس ريشتر فإنه في الواقع 10 مرّات أقوى و 10 مرّات أكثر تخريبا من واحد يسجّل 6.
الآن، تماما مثل مقياس ريشتر الذي يسجّل شدّة الزلازل، عليك أن تدنو من شدّة رغباتك و مشاعرك و أحاسيسك باستعمال "مقياس شدّة الرغبة القلبية" و الذي له مجال من 1 إلى 100.
إذن هذا ما تحتاج إلى فعله: أريدك أن تأخذ كل رغبة واحدة على حدة، و تركّز عليها حقّا. بينما تفعل ذلك أريدك أن تتخيّل أن هناك عدّاد شدّة ملتصقا بجسدك. و أنت تحسّ برغبتك القلبية، أريدك أن تلقي نظرة إلى ما يقيسه العدّاد على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية. هل هي 1 أو 100 أو شيء ما بينهما؟
مهما كانت الإجابة، تأكّد من كتابتها.

الآن هذه هي كيفية تقييم ما كتبته.

لو أن رغبتك تقدّر من 1 إلى 20 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية، يمكن أن تكون متأكّدا بأنها ليست أكثر من نزوة أو هوى عابر أو أمنية أو شيء سيعطيك إشباعا وقتيا أو لذّة حينية.
هذه الأشياء هي مضيعة للوقت.

لو أن رغبتك تقدّر من 20 إلى 40 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية، فإنه من المرجّح أن هذه هي الأشياء التي تظن أنه يستحسن أو يتعيّن أو يجب عليك أن تكونها أو تفعلها أو تحصل عليها. هذا يشتمل على الواجبات و الفرائض و المهمّات التي يكلّفك بها الآخرون أو أي استحثاث أو استعجال من أناس آخرين. يمكن أيضا أن تكون متأكدا بأنها أبعد من أن تكون رغباتك القلبية الحقيقية.

لو أن رغبتك تقدّر من 40 إلى 60 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية، فإنك تبدأ في التسخين، و لكنها مع ذلك ليست رغباتك القلبية.

لو أن ما ترغب فيه يقدّر ب80 إلى 90 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية، فإنه في العادة شيء ما مهمّ بالنسبة لك و شيء ما لك اهتمام قوي به و لك تحفيز داخلي لإنجازه أو تجربته.

أنت قريب جدّا الآن.

لو أن ما ترغب فيه يقدّر ب100 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية، فهذه هي رغبة قلبية حقيقية.
هذا ما سيجعلك تشعر بأنك حقّا سعيد و مكتمل.

باختصار، الأشياء التي لن تفعلها أبدا في ألف سنة هي 1 في مقياسك لشدّة الرغبة القلبية. الأشياء التي أنت نوعا ما مهتمّ بها، يمكن أن تودّها أو أي شيء تحس بأنك "نصف-قلبي" أو لست ملتزما بها كلّيا، هي عادة في مكان ما بين 40 و 80 على مقياسك. في المقابل، فإن رغباتك القلبية الحقيقية هي دائما 100 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية.

أيضا، أبقِ في ذهنك بأن 100 هي 10 مرّات أقوى من 90 على المقياس. رغباتك القلبية على المقياس هي مثل تلك العشرة على مقياس ريشتر.

و هذا شيء آخر مهمّ لفهمه: عندما تلاحق رغباتٍ تنزل تحت 90 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية، و تواجه العوائق و المشاكل المحتومة لبلوغها، فإنك ستجد أنك لن تمتلك القدرة أو الحث أو الحافز لتجاوزها. سوف تصاب بالوهن ثم ستستسلم. ثم عندما يحدث ذلك فإنك ستصاب بالخيبة و ستبدأ حتى في لوم نفسك لأنك لم تحصل على ما تريده.
90 يمكن أن تكون ممتازة إن كانت عددا في امتحان على 100 نقطة. و لكن 90 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية سوف يوصلك فقط إلى 90 بالمائة من الطريق إلى هناك. إذ ليس لديها بداخلها القدرة الفطرية لإطلاق القوّة الداخلية الكاملة –أو الطاقة المغناطيسية الخلاقة بداخلك. فقط الرغبات التي تقدّر ب100، يمكن أن تكون مصدر الحماسة و الانضباط الأساسيين.  هي الرغبات الوحيدة التي ستزوّدك بالمثابرة و القدرة على تجاوز أي و كل العوائق. شدّة هذه الرغبات القلبية ستنشّط مشروعك، عائلتك، عملك، علاقاتك و حياتك.
منهجيّة الخطوات الثلاثة التي أعطيتها إياك للتو، هي أهم شيء يمكن أن تقوم به في هذا الآن، لتحسين جودة حياتك.

و هذا مزيد من بعض الأخبار الجيّدة: ما إن تكتسب مهارة التعرّف على رغباتك ذات ال100 على مقياسك لشدّة الرغبة القلبية، فإنه ليس عليك أن تقوم بهذا التمرين مرّة أخرى للأبد.

18/03/2012

التركيبة الذهنية مقابل التركيبة القلبية



لماذا يكافح كثير من الناس خلال حياتهم حسب رأيك ؟


أعتقد أن السبب الأولي هو أن كثيرا منّا، بغض النظر عن أعمارنا، ببساطة لا نعرف ماذا نريد حقا. نحن فقط نظن أننا نعرف.
من خلال تجربتي، فإن أغلب الناس يستطيعون أن يخبروك بما لا يريدونه، و لكنهم يجدون الأمر صعبا أو تقريبا مستحيلا ليخبروك بما يريدونه حقّا في الحياة.

كيف نستطيع أن نعرف ما نريده حقّا؟

حسنا، من فضلك اقرأ بتمعّن.

لإنجاز أي شيء تريده في الحياة، مع أي مقياس للإرضاء، عليك أن تحدّد على نحو مضبوط ما ترغب فيه أنت حقا. ليس فكريا، و لكن على مستوى داخلي عميق. سوف نسمّي هذا "المستوى القلبي". هذه هي رغباتك القلبية الحقيقية و هي مرتبطة بغرض حياتك.
الرغبات القلبية الحقيقية هي تلك الأشياء التي تريدها على نحو ملح إلى  حد أنك ستفعل كل ما يتطلّبه الأمر لتنالها. مهما كان الأمر صعبا و مهما كانت المجازفة.
الرغبات القلبية الحقيقية هي تلك الأشياء التي تثبّت قلبك عليها. هي الأشياء التي تريدها من كل قلبك.

أحد أوّل أسباب عدم بلوغنا لأهدافنا، هي أن أغلب الأهداف التي نسعى وراءها ليست رغباتنا القلبية الحقيقية. إنها ليست غير رغبات نظن عن خطأ أننا نريدها.
إذن نحن نرسم أهدافا ليست رغباتنا الحقيقية، ثم نبدأ في التحرّك في الطريق الخطأ.
أثناء العملية نواصل صرف إيماننا و مالنا و وقتنا نحو بلوغ هذه الأهداف دون الإدراك بأننا نهيئ لأن نفشل.
كم من مرّة حاولت فيها أن تكون ناجحا في شيء ما دون أن تنجح؟
ثم عندما لا تحقق النتائج التي أردتها، تبدأ في التشكك في نفسك. تبدأ في التفكير بأنك لا تمتلك ما يتطلّبه الأمر، أو أنه عليه أن يكون فيك خلل ما. و قد تصل حتى إلى أن ترى في نفسك عنوانا للفشل.
 ثم ماذا تفعل؟
في أحوال كثيرة تقفز عائدا مكرّرا لنفس التقنية التي أفشلتك من قبل. فقط هذه المرة تحاول بأكثر مثابرة، و تفشل مرّة أخرى.
أنت تبقى متعلّقا بنفس دولاب الإحباط الذاتي المتواصل من المحاولة و الفشل.
المشكل هو أنه مع كل ذلك أنت تستعمل نفس التقنيات و الاستراتيجيات للحصول على ما تريده. لديك الأفكار الخاطئة التي تخلق الأعمال الخاطئة، ثم يخلق هذا النتائج الخاطئة.
أبق في ذهنك على أن الافتراضات غير الصحيحة أو الاعتقادات المضلّلة هي الأسس التي عليها يُبنى كل فشل. إن نفشل فإننا إذن نعمل وفق نظام اعتقاد لا يساند ما نرغب فيه. بكلمات أخرى، لدينا المعلومات الخاطئة و نحاول استعمال هذه المعلومات لخلق النتائج الصائبة. للأسف فإنه من المستحيل خلق النتائج الصائبة بالمعلومات الخاطئة.

ما أودّ أن أفعله هو أن أتقاسم طريقة أفضل لك للإحراز ما ترغب فيه. طريقة بسيطة و سهلة الفهم، لأنها الطريقة التي ثبّتها في روحك. إنها مخطّطك للنجاح. إنها الطريقة التي بها حقّق الناس النجاح منذ بداية الزمان عندما لم يكن هناك برامج مساعدة ذاتية كالتي هي موجودة الآن. هي مازالت تنجح الآن. و ستواصل نجاحها في المستقبل. إنها البناء القالبي الذي عليه يُشيَد كل نجاح. إنها سبب كل النجاحات العظيمة.

و ههنا السر: الناس الأكثر نجاحا هم الذين يتّبعون رغباتهم القلبية الحقيقية.

لو أنك ترغب في شيء ما، و هو رغبتك القلبية الحقيقية، فإن هناك إمكانية مائة بالمائة بأنك ستنجح.
إذن، عندما تتبع رغبتك القلبية الحقيقية، فإن السؤال ليس حول إن كنت قادرا على الحصول عليها. إنها فقط مسألة وقت.
أن يكون لك حياة كل ما فيها مستمدّ من رغباتك القلبية الحقيقية هي الحياة الأكثر إرضاء و الأكثر إيفاء التي يمكن لك ربّما أن تحياها.
عندما تكون في رحلة إتمام رغباتك القلبية الحقيقية، فإنك ستصبح متفتّحا لطريقة جديدة في الحياة. حياة يكون فيها أي شيء أردته أبدا متاحا لك. و ستكون على السبيل نحوه. و تحب كل دقيقة فيها.
رغباتك القلبية الحقيقية ستلهمك أيضا لتقوم بالأعمال اللازمة متى تكون ضرورية.
دعنا نواجه الأمر: أغلب الأشياء التي تستحق أن تتحقّق ستتطلّب منك أن تتحرّك خارج منطقة الراحة خاصتك و تقوم بعمل. لن تفعل هذا ما لم تكن ملاحقا لرغباتك القلبية الحقيقية.
عندما نكون ملاحقين لما نفكّر بأننا نريده، أو ما يستحسن أن نتحصّل عليه، و غير ملاحقين لرغباتنا القلبية الحقيقية، سيجعل ذلك من أي عائق يبدو قاهرا و مستحيلا. هذا يتسبّب في توقّف و استسلام أغلب الناس في أول علامة صعوبة.
عندما يواجهون عوائق تبدو قاهرة و مستحيلة، لا يستطيعون رؤية النور في آخر النفق. يبدؤون في التفكير في أن النور الوحيد الذي قد رأوه في هذا النفق هو قطار قادم.

النقطة المهمّة التي أريد أن أثيرها هنا هي: الطريقة الوحيدة لتتجاوز حقّا أي و كل العوائق في حياتك هي بتحديد رغباتك القلبية الحقيقية. عندما تفعل هذا ستعرف بيقين مطلق بأنك تستطيع أن تفعل مهما يكن ما ثبـّـتَ عليه ذهنك و قلبك لفعله.

دعنا نتحدّث عن سبب فشل أغلب الناس.
أغلب الناس يفشلون لأنهم يحاولون النجاح عبر تركيبتهم الذهنية بدل تركيبتهم القلبية.
التركيبة الذهنية هو نظام اعتقاد معدّ متكوّن من تجاربنا الماضية، تربيتنا و تدريباتنا. إنها فقط قادرة على إعادة خلق ما مررت به سابقا. و كلّما حاولت الخروج من منطقة الراحة خاصّتك و التقدّم و النجاح فإن ذهنك سيوقفك. إذ لا مرجع سابق له بهذا. فأنت لم تقم بهذا من قبل. و سيتعلّل بأول عائق ليجعل منه قاهرا و مستحيلا.

و الآن راقب عندما يكون لديك تعلّق قلبي بشيء ما: لن يكون من سبيل لإيقافك.
هل لاحظت مرّة أنه عندما يكون قلبك متعلّقا بشيء ما، فإنه عادة ما يحدث؟
التركيبة القلبية تعتمد على أقوى المشاعر التي يمكن لك تجربتها، و بالتالي فإن لديها القوة الأكثر مغناطيسية أو جاذبية.

أي كتاب مساعدة ذاتية قد قرأته أو برنامج صوتي قد استمعت إليه يعترف بأن لدينا هذا الاحتمال اللامحدود لأن نتحصّل و أن نفعل و أن نكون مهما كان ما نريده. و لكن كم منهم قد بيّن لك فعلا كيف تشغّل هذا الاحتمال؟
السؤال المنطقي التالي يجب أن يكون: كيف لي أن أشغّله؟ أين هو الزرّ؟
حسنا، أنت على وشك أن تجده في هذا الآن.

رغباتك القلبية هي الزر.
أن يكون قلبك مركّزا على رغبتك الحقيقية هو الكيفية لتحرير قدراتك و مواهبك و مهاراتك النيّرة.
ما إن يكن لك رغبة قلبية خالصة و واضحة و معرّفة على نحو دقيق، فإنك ستفعل مهما كلّفك الأمر و مهما طال الأمر للتغلّب على أي عوائق في طريقك لإحرازها.
لو أنك غير معدَّل على رغباتك القلبية الحقيقية، فإنك لن تكون أبدا قادرا على استعمال مصدر قوّتك كاملا. ستكون مثل سيارة ذات ثماني اسطوانات تسير بأربع اسطوانات.
و الآن فلنكن واضحين هنا: رغباتك القلبية الحقيقية ليست أماني أو نزوات أو أهدافا غير رسمية. و لا هي قرارات آخر السنة و التي يصحبها تعهّد هزيل للإيفاء بها. و هي أيضا ليست تلك الأشياء التي تظن فكريّا أنه من اللطيف الحصول عليها.
رغباتك القلبية الحقيقية هي تلك الأشياء في حياتك التي تستحضر الشغف، و تثيرك فعلا في مستوى عاطفي و وجداني.

لدينا كلّنا هذه المقدرة الداخلية على تحقيق أكثر ما نرغب فيه.
عندما يكون قلبك و ليس ذهنك قد ثبّت على شيء ما ترغب فيه، فإنك لن تستسلم. ستفعل مهما كلّفك الأمر للحصول عليه أو لإحرازه.
في بعض الأحيان يمكن لعوائق رئيسية أن تعترض طريقك. و لكن عندما تكون التركيبة قلبية و ليست التركيبة ذهنية، فأنك ستجد دائما السبيل لجلبه إلى حياتك.
مهما كان ما نختار أن نفعله في الحياة، فإنه سيكون لدينا دائما فجوة. غالبا ما يكون في هذه الفجوة حواجز و عوائق بين ما أنت فيه الآن و ما تريد أن تكون فيه. العوائق ليست سلبية. إنها فقط أشياء تأتي في طريقنا في السبيل نحو أينما نريد الذهاب.

إن كانت تركيبتك الذهنية أو عزيمتك قويّة إلى حد ما، فإنك تستطيع التغلّب على أغلب العوائق. و إن كان لديك تركيبة ذهنية و تصميم و عزيمة قوية، فإنك تستطيع قطع أغلب الطريق نحو هدفك. و لكن، و هذا مهم جدّا، في الوقت الذي تلاقي فيه حاجزا أو عائقا أكبر من رغبتك لإحراز هدفك، فإنك ستوقَـَـف. لن تكون قادرا على التغلّب عليه مهما تفعل.
هذه هي الأخبار السيئة.
الأخبار الجيّدة هي أنه لا يوجد حواجز أو عوائق يمكن لها أن توقفك عندما تتبع رغباتك القلبية.
العوائق التي تلاقيها يمكن أن تخيفك، يمكن أن تبطئك، يمكن أن تكون صعبة، يمكن أن تؤذي كالجحيم لمدّة ما، و لكنّها لن توقفك إن تكن رغباتك القلبية الحقيقية.

آمل أن تكون قد بدأت ترى أنك إن تتبع أي شيء أقل من رغباتك القلبية الحقيقية، فإنك قد أعددت للفشل مسبقا.
من جهة أخرى، عندما يكون قلبك متشبّـثا بأي رغبة، فإن الفشل لن يكون خيارا مطروحا أبدا.

الآن يمكن لك أن ترى لما يفشل أغلب الناس. حتى لو كان لديهم نوايا طيّبة. إذا كانت آتية من تركيبتهم الذهنية و ليس من تركيبتهم القلبية، فإنهم في النهاية يسيرون نحو الارتطام بحائط.
و عندما يفعلون ذلك، فإنهم سيوقَـَــفون. بشكل مستمرّ. لن يستطيعوا عبوره أبدا.

من المهم لك أن تفهم أنّك توطّد للفشل عندما لا تكون أهدافك هي رغباتك القلبية الحقيقية.
لو تكن رغباتك هي الأشياء التي تظنّ أنه من المستحسن الحصول عليها، أو أن يكون من اللطيف الحصول عليها، أو ليست غير أماني، نزوات، اندفاعات، مخاوف، ضغوطات، أو حتى الآمال أو الأحلام، فإنها هذه الأشياء ليست برغباتك القلبية الحقيقية.

هل لاحظت مرّة أن الرياضيين "النصف قلبيين" لا يصبحون أبطالا؟ أو أن العلاقات "النصف قلبية" لا تدوم؟ إنه الأمر نفسه بالنسبة للبائعين و التجّار "نصف القلبيين". إنهم مقدَّرون لحياة فيها كفاح مالي.

و هنا شيء آخر للتذكّر: كلّما تقوم بشيء ما بنصف قلبك، فإنك ستبلغ فقط نصف الطريق إليه. أي شيء أقل من كــلّ قلبك، هو الكفيل لإنتاج حياة كفاح و فشل.
الأخبار الجيّدة هي أنه بإمكانك أن تتفادى حياة الكفاح و الفشل لو أنك تحدّد و تتبع رغباتك القلبية الحقيقية.

12/02/2012

تقديم شريكك الأساسي الصامت


لو أسألك : من تكون.. كيف ستجيب؟
ربما ستخبرني باسمك، أو بأنك صاحب عمل ما، معالج، مدرّس، طالب بالجامعة، مواطن..
حسنا. أريد أن أخبرك بأنك أكثر بكثير من كل هذا.
في الواقع، أنت كائن روحي متعدد الأبعاد.

الآن عندما  يرى الناس كلمة "روحانيات" فإنهم يفكّرون أوتوماتيكيا في الدين. و مع ذلك فإن الروحانيات و الدين ليسا نفس الشيء. قاومتُ الروحانيات لمدّة طويلة و لكن وجدت أنه بإمكانك أن تكون روحانيا بدون أن تكون متديّنا.
الروحانيات تعني ببساطة أنه يمكنك الاعتقاد في شيء ما غير الفيزيائي. إنه الاعتقاد في الروح، أو الجوهر اللافيزيائي غير العالم الفيزيائي.
عندما تأتي إلى هذا الكوكب، فإن جسدك المادي قد تشكّل من شيء نسمّيه "حقل الطاقة اللامتناهي". في لحظة ولادتك، قد وقع تنشيط احتمالك في كل من العالم الفيزيائي و اللافيزيائي.
هناك مبدأ مفتاح يتوجّب فهمه هو: أنت لست جسدا له روح. أنت روح تمّ تعقيبه بجسد.
الطريقة الوحيدة لتعطيل هذا الربط مع حقل الطاقة اللامتناهي، هي بالاعتقاد بأنك مستقل عنه.

إذن كيف فقدنا قدرتنا الطبيعية للارتباط؟
من المهم أنه في عالم الحيوان لا يسائلون ارتباطهم. في المقابل، فإننا نحن البشر، بمقدرتنا على التفكير و التعليل، قد فقدنا ارتباطنا. و السبب في هذا هو أن لدينا "الأنا".
أنا-نا ليست أكثر مما نعتقد أنه نحن، اعتمادا على تكييفنا في التجارب الماضية.
إن الأنا تظن بأنها تعرف كل شيء لأنها تستطيع التعليل. على الرغم من أن التعليل لا يستطيع الاعتماد سوى على ما قد عُرف أو ما قد تمّت تجربته. و لهذا السبب، فإن أنا-ك قد شكّلت فكرة عمّن تكون، و عمّا أنت قادر على إنجازه. إنها تمتلك مفهوما معدّ مسبقا منبنٍ على ما حدث في الماضي. بتعبير آخر، يمكنها أن تقرّر مستقبلك فقط اعتمادا على ما حدث لك في الماضي، لأن هذه هي نقطتها المرجعية الوحيدة.
إذن لو تستعمل ذهنك أو أنا-ك لخلق مستقبلك فإنك ستكون دائما مقيّدا بما تظن بأنه ممكن لك اعتمادا على ماضيك.
و لأن الأنا مولعة إلى هذا الحد بما تعرفه، فإنها تحفظنا فعلا بعيدا عن هذا الحقل الطاقي اللامتناهي الذي يحتوي على كل الامكانيات التي لسنا حتى واعين بوجودها.
النتيجة النهائية هي أننا نحسّ بأننا منفصلون أو مستقلّون عن هذا الحقل الطاقي اللامتناهي، التي يسمّيها البعض "الله". و لكنّي أفضّل أن أسمّيها "مصدر الطاقة" لأنها مصدر كل شيء.
أنت و أنا متصّلون بمصدر الطاقة في كل من البعد الفيزيائي و اللافيزيائي. البعد اللافيزيائي لذاتنا هو ما أسمّيه "ذاتنا الأصيلة".
ذاتك اللامرئية و اللافيزيائية هذه يمكن أيضا تسميتها "شريكك الأساسي الصامت". لأنه ، وكما ستكتشف، فإن الأمر هو كذلك بالضبط.

شريكك الأساسي الصامت لا حدود له، و له منفذ كامل لأي شيء تستطيع أن تريده أو ترغب فيه.
إذن أفضل من خلق رغباتك بذهنك المحدود بصرامة و المكيّف على التعليل-أو أنا-ك، فإنه من الأسهل بكثير أن تسترخي و تترك ذاتك اللافيزيائية-أي ذاتك الأصيلة تساعدك. لأنها لا تعرف حدودا.
الفرق بين ذاتك الفيزيائية و ذاتك اللافيزيائية، هو أن ذاتك اللافيزيائية لديها منفذ لا محدود لمصدر الطاقة-مصدر كل شيء يوجد.
إذن عندما تبدو الحياة و كأنها تعمل ضدّك، عندما يكون حظك عثرا، عندما يظهر الأشخاص غير المناسبين-كما تفترضهم، أو عندما توقف نومك و تعود إلى عادات إحباط الذات خاصّتك، اعترف بحقيقة مهمّة واحدة: السبب في حصول كل هذا هو أنك خارج التناسق مع ذاتك، أنت خارج التناسق مع ذاتك الأصيلة. أنت فصلت ذاتك-حرفيا. ليس من الغريب أن الحياة تبدو صعبة إلى هذه الدرجة، و يائسة.
و لكن أبق في ذهنك بأنه على الرغم من إحساسك بأنك منفصل، فإنك لا تستطيع مطلقا أن تكون منفصلا. الانفصال أو الاستقلال هو وهم. لكن لو أنك تظن بأنك منفصل، فإن هذا يُنهي قدرتك على الاستفادة من الإمكانيات اللامحدودة المفتوحة لك.
 شريكك الأساسي الصامت له منفذ لكل المعرفة و الحكمة التي تحتاجها دائما لخلق حياة رائعة.
ذاتك الأصيلة ليست تحت وطأة تجاربك الماضية، اعتقاداتك، مخاوفك، رهابك أو انشغالاتك. هذه هي الأشياء التي يعرفها فقط ذهنك المحدود أو أنا-ك. و لكن ذاتك الأصيلة- شريكك الأساسي الصامت، لا حدود لها، و هي تعرف دائما ما يحب فعله و ما هو أفضل لك سواء كنتَ مدركا لهذا عن وعي أو لا.
هكذا يشتغل الأمر: ذاتك الأصيلة-أو شريكك الأساسي الصامت، تعمل في البعد اللافيزيائي . مهمّتها هي أن تدير فيضان المعلومات من العالم اللامرئي إلى العالم المرئي لمصلحتك. إنها حارس البوّابة التي من خلالها يجب أن تمرّ كل الرسائل و المعرفة و المعلومات قبل أن تصبح في متناولك.
شريكك الأساسي الصامت-ذاتك الأصيلة، يستطيع أن يساعدك على تخطّي أي عقبة، على توليد موارد و فرص دخل، إيجاد أشخاص، تعزيز مهنتك، تجارتك، مداخيلك، حل المشاكل، خلق ثروة و تحسين أي مجال في حياتك بطرق لا يمكنك حتى تخيّلها في هذا الآن.
بسبب نظرته الفسيحة و منفذه إلى مصدر الطاقة، فإن شريكك الأساسي الصامت له منفذ معرفة أبعد من إدراكك الواعي.
و بناء عليه فإنك لست لوحدك أبدا في بحثك عن النجاح، الوفرة و السعادة. حتى و لو بدا لك الأمر كذلك أحيانا.

باتصال ذاتك الأصيلة بمصدر الطاقة و بمجال الإمكانيات اللامحدود فإنها تشكّل جهاز دعم يمكنك النفاذ إليه لتقاسم أعبائك.
في الواقع، مهما كان ما تريد إنجازه في حياتك، تستطيع أن تتلقّى المساعدة في كل طور من الطريق لو أنك تعرف كيف تطلبها.
ذاتك الأصيلة تعمل خلف الستار لأربع و عشرين ساعة في اليوم، لسبع أيام في الأسبوع، مساعدةً لك على إحراز أهدافك. إنها لا تغلق مطلقا، لا تأخذ عطلة أو غياب مرض أو أيام رخصة. إنها دائما هناك لتلقي الأوامر و لتزويدك بأيما شيء طلبته.
يمكن النظر في هذا الأمر بالتفكير في حياتك كما لو أنها فيلم: أنت تلعب بشكل متزامن دورين في الفيلم. أنت نجم الفيلم و مخرجه أيضا. الفرق الوحيد هو أن الممثّل في الفيلم-النجم، أو ذاتك الفيزيائية، هو على المنصّة في السطح الفيزيائي الذي نسمّيه الأرض. و المخرج- ذاتك الأصيلة، ذاتك اللافيزيائية، يدير الأشياء من البعد اللافيزيائي.
تخيّل ذاتك الأصيلة كما لو أنها مخرج فيلمك. إنها تمتلك السيناريو الذي خلقته قبل أن تأتي إلى هنا. شريكك الأساسي الصامت يعطيك فقط ما تحتاج إلى معرفته للقيام بما تحتاج إلى القيام به في الآن الحاضر لتمثيل السيناريو.
عدم معرفة الكثير حول مستقبلك، مهمّتك، أو غاية حياتك، هو في الواقع ميزة. الغموض هو جزء من الحياة. إنه لا يسمح فقط لشريكك الأساسي الصامت بأن يدير الفيلم بأكثر نجاعة من خلف الستار، و لكنّه أيضا يزيد من الاستمتاع بالحياة بشكل هائل.
هل حصل و أن شاهدت فيلما لمرّات متعدّدة؟ إن كان الأمر كذلك فإني متأكد بأنك لاحظت بأن مستوى استمتاعك قد انخفض في كل مرّة أعدت مشاهدته.
لا يمكنك رؤية ما يراه شريكك الأساسي الصامت.
إذن فإن كل ما تحتاج إلى معرفته هو ما عليك فعله تاليا ثم استمتع بالرحلة كما ينبغي.
هدفك النهائي أو غرضك في الحياة قد قُدّر مسبقا من طرفك أنت قبل أن تأتي إلى هنا.
لكنك تأتي إلى هنا أيضا بإرادة حرّة.
و بما أنك تأتي إلى هنا بإرادة حرّة، فإنّه ليس عليك أن تمثّل السينايو بدقّة كما كٌتب. تماما مثل الممثل، بإمكانك أن ترتجل السيناريو إلى درجة ما. أغلب المخرجين سيسمحون للمثلين بفعل هذا. و لكن فقط إلى الدرجة التي لا يفقدون فيها نيّة أو خريطة السينايو. و عندما يحدث ذلك، فإن على المخرج أن يتدخّل.

إذن فإن لديك إرادة حرّة لخلق حياتك و للحصول على أي تجربة ترغب فيها. لكن العديد من هذه التجارب ليست على تناسق مع رغباتك الحقيقية أو سيناريو حياتك. و هكذا تتحوّل إلى قيود لك.
إن كنت تريد تجربة الإمكانيات اللامحدودة المتاحة لك، إذن فإن عليك تكملة جهودك بالعمل مع ذاتك الأصيلة.
مهما كانت النتيجة التي تريد صنعها في حياتك، فإن هناك تقنيات، استراتيجيات، موارد، أشخاص و أفكار معيّنة لها يمكن بلوغها من خلال شريكك الأساسي الصامت الذي يحتفظ بالحل المثالي لك و لحالتك الفريدة.
فكّر فيما قلته للتو.
تخيّل كم ستكون حياتك أسهل إن كنت قادرا على النفاذ إلى هذه الموارد في كل وقت. لن يكون هناك مزيد من الصراع، و لا مزيدا من الانشغال، و لا مزيدا من التشكّك الذاتي. ألن تكون تلك طريقة عظيمة للحياة؟
حسنا. تستطيع أن تحيى بهذه الطريقة في كل وقت إن كنت تريد أن تفتح نفسك للعون المتقدّم إليك باستمرار من ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت.

الآن دعني أتوقف هنا للحظة و أطلب منك مرة أخرى أن تحافظ من فضلك على ذهنك منفتحا.
لبعض منكم قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يتعرّضون فيه لهذا النوع من المواضيع.
كل ما أطلبه هو أن تتحكّم بذهنك و لا تتركه يمنع هذه المعلومات المغيّرة للحياة.
تذكّر: ذهنك سيقاوم التغيير. إذن لو تحسّ بأن هذا يحصل، فقط اترك هذا الإحساس يمر. لا تتخذ القرار في التو إن كنت تصدّق هذا أم لا. دعنا فقط نعمل بهذا لفترة قصيرة و سأثبت لك أن الأشياء تشتغل بهذه الطريقة حقا، و كيف يمكن أن تستعمل هذا النظام المذهل للخلق المُــحكَم.
سواء كنت تصدّق هذا أم لا، من فضلك اقرأ هذا و فكّر فيه.

حسنا. دعنا نسترخي و نواصل.
استنادا على ما يفوق العشر سنوات من الدرس و التجربة الشخصية، أنا مقتنع بنحو قاطع بأن كل شيء في كل واحد هو متصل بذكاء أعلى، أو مصدر طاقة. و هذا يتضمّنك أنت و أنا.
نظام الذكاء هذا هو مسؤول عن كل شيء يخلقه. إذن يستتبع هذا أنه يجب أن يكون قد خلق كل شيء لغرض.
ما يشيرإليه هذا هو أنك أنت و أنا هنا لغرض معيّن.
أنا أعتقد أيضا أن ذاتك الأصيلة تعرف غرضك و تستطيع أن ترشدك لتنفيذ ذلك الغرض.

تأمّل في هذا الاقتراح: كل منّا خُلق بإرادة حرّة. و لكن متى بدأت هذه الإرادة الحرّة؟
بعض الناس يظنّون أنها تبدأ بعد أن نولد. إنهم يعتقدون بأن لا خيار لهم ليولدوا أوْ لا. و لكن ما إن يكونوا هنا، فإن لديهم إرادة حرّة للقيام باختيارات في حياتهم.
آخرون يعتقدون بأن الإرادة الحرة هي أبدية. و بأنها تبدأ حتى قبل مولدنا. هذه ليست بفكرة غريبة بما أن روحك-أو ذاتك الأصيلة هي أبدية.
ذهنك المنطقي يخبرك بأن الحياة تبدأ عندما ولدت. لكن شيئا ما أعمق يخبرك بأن هذه قد لا تكون البداية الحقيقية.
إذن فإن ما أريدك أن تأخذه بعين الاعتبار هو أنك قد أتيت إلى هذه الحياة بغرض أو مهمّة معيّنة في الحياة. هناك شيء ما مميّز جدّا أتيت إلى هنا لفعله، للمساهمة به، لتجربته، لتعلّمه أو لتعليمه طوال زمانك هنا.
غرضك أو قدرك هو ما تأتي إلى هنا لتفعله أو لتكونه على هذه الأرض.لقد اخترته منذ زمن بعيد و هو الداعي لقدومك هنا. حتى الموقع و الظروف التي ولدتَ فيها هي مثالية لك. كلّها منتقاة من طرفك أنت لمساعدتك على إتمام غرضك المختار.
 للأسف فإن كثيرا من الناس يشعرون بغياب المعنى لأي غرض في حياتهم. و أغلبهم ليس لديهم حتّى أي غرض.

إذن ما هو غرضنا؟

حسنا. دعنا نستعمل قليلا من المنطق هنا.
بما أننا نأتي إلى هذه الأرض بلا شيء، و سنغادر بلا شيء، يمكنك أن تكون متأكدا بأن غرضك ليس فقط حول كسب المال و تكديس الممتلكات المادية. ماذا سيكون المقصد؟ لن تستطيع أن تأخذها معك عندما تذهب.
في تطوّر حياتك نحو غرضها و خلق رغباتك فإنك تستطيع طبعا أن تخلق الكثير من المواد أو الأمتعة الفيزيائية. و ليس هناك من خطأ في هذا قطعا. و لكن هذا ليس غرض حياتك.
ذاتك الأصيلة تختار الغرض عندما تتجلّى ككائن إنساني هنا على الأرض. و لكنّها تحتاج جسدا لتحيى و لتعمل في هذا العالم الأرضي. طريقة تواصل ذاتك الأصيلة مع جسدك و ذهنك هي من خلال رغباتك و مشاعرك.
ذاتك الأصيلة تعرف لماذا أنت هنا. و لكن ذاتك المكيَّفة، أو أنا-ك، كثيرا ما تكون بعيدة عن الغرض. إنها تغرّر بك لتطارد المال، الأمتعة الماديّة، الهيبة، الشعبية، الحب أو التقدير. ألم تلحظ يوما بأنك عندما تحصل على هذه الأشياء تجد دائما ذلك الصوت الصغير الهادئ بداخلك ليقول لك: أهكذا هو الأمر؟

بكلمات أخرى، يمكنك أن تبلغ أو تحرز هذه الأشياء، و لكنها في النهاية لن تجعلك سعيدا. إنها تستطيع أن تجعلك سعيدا لبرهة قصيرة، و لكنّك بعد ذلك ستخرج لشيء آخر تظن أنه سيجعلك سعيدا.

السعادة الحقيقية يمكن أن توجد فقط عندما تكون متصلا بغرضك في الحياة.
في الواقع فإن كثيرا من المشاكل التي تمرّ بها في حياتك تنبع من حقيقة أنك، عن لاوعي، منفصل عن غرضك.
في بعض الأوقات فإن غرضنا ليس دائما معقولا، ليس دائما واضحا في البداية. و في بعض الأوقات قد يبدو حتى سخيفا أو غريبا، باعتبار مواردنا و قدراتنا الحالية، و لكنّه في الأقل موجود.
بشكل لا واع، أغلب الناس يعرفون أنه موجود، حتى لو ينكرونه.
 يمكن أن تحاول تجاهله أو أن تتظاهر بأنه غير موجود، أو أن تعتقد بأنه لا غرض لك فعلا، و لكنه سيواصل مضايقتك إلى أن تتماهى معه، عوض أن يكون ضدّك. حتى لو كان شيئا صعبا، مستحيلا أو خطرا، فإنك ستستلهم للمخاطرة لأنك تعرف بأنه متصل بغرضك.
هذه ليست معرفة فكرية، هذه معرفة داخلية. ستشعر بتناسق مع نيّتك أو رغبتك.
لا أحد يعرف غرضه أو مهمّته بشكل واع، و لكن هذا مقبول. ذاتك الأصيلة تعرف غرضك و مهمّتك. و هي مسؤولة على إدارة كل شيء، انطلاقا من كل التفاصيل إلى أن تضمن بأنك قادر على التماسه.
هذا هو الشغل الأولي لذاتك الأصيلة.

كيفية استجابة ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت لبحثك عن المساعدة، و طريقة إدارته لفيضان المعلومات لك، ستُصاغ كلّيا عبر معرفتك لمهمّتك و لغرضك. لأنها ترى الصورة الكبيرة حتى لو أنك لا تستطيع.
غرضك في الحياة الذي اخترته و أمضيت عليه قبل أن تُجلب إلى هنا، يؤثر في كل القرارات التي تتخذها.
كل احتياجاتك، أحلامك، و رغباتك، قد تأثرت بغرضك، حتى عندما لا تعرف ذلك.
غرضك في الحياة يمارس نفوذا هائلا على ما يحدث و ما لا يحدث في حياتك.

عندما تقرأ هذا قد تبدأ في التفكير مع نفسك: هل يعني هذا أن حياتي مقدّرة مسبقا؟ أو: إلى أي حد أمتلك فعلا الاختيار فيما يحدث لي؟
مهمّتك أو غرضك الإجمالي هو مقدّر مسبقا. و لكن ليس الطريق الذي تسلكه لبلوغه.
بكلمات أخرى، فإن حياتك اليومية ليست مقدّرة أو محدّدة مسبقا، رغم أن الصورة الكبيرة، المحاور الأحداث و العلاقات التي تنخرط فيها هي مقدّرة.

أيضا أبق في ذهنك على هذه الحقيقة المهمّة: غرضك وقع اختياره من طرفك أنت من قبل حتى أن تأتي إلى هنا، عندما كنت لا تزال في اللافيزياء. و لكنك اخترته أنت.

أحتاج أن أذكّرك بأن ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت هو أنت. إنه ليس أحدا ما أو شيئا ما خارجك بصدد مداعبة الأوتار. أنت من يداعب الأوتار خاصّتك.

سنتحدّث أكثر عن التواصل مع ذاتك الأصيلة أو شريكك الأساسي الصامت. و لكن أوّلا دعنا نتحدّث أكثر عن غرضك في الحياة-في المقال التالي.

03/02/2012

سر التحوّل الانقلابي

أنا متأكّد بأنك تتفق معي بأنه من المفيد لنا أن نحسّ بشعور جيّد، أفضل من أن نحسّ بشعور سيئ.
و لكن مع كل التأثيرات السلبية في حياتنا، كيف نستطيع فعليا تغيير طريقة شعورنا؟

هذه تقنية بسيطة نجحت معي، تسمّى "التحوّل الانقلابي".



التحوّل الانقلابي هو ببساطة الحركة التي تقوم بها لتخرج من حالة طاقة سلبية منخفضة إلى واحدة أعلى. إنها حول الإيجاد الواعي لطرق لتغيير أو لتحويل اهتزازاتك الطاقية في الحين ذاته الذي تحس فيه بأي نوع من الشعور أو العاطفة السلبية.

تدارسنا أن أي تردّد اهتزازي سلبي-مهما كلن طفيفا، يعود بجلب المزيد من نفس الشيء-فقط مضاعفا.
من جهة أخرى-و هذا مهم، أي شيء يتسبب لك في أن تحسّ حتى أفضل بقليل مما كنت تحسّه قبل حين، سيلغي ذلك التردد السلبي. لو أنك لا تفعل شيئا حيال هذا، على الأقل في بعض الأحيان خلال اليوم، فإن الأمر سيتراكم و لن تكون النتائج مستساغة.
أدركْ أنه ستكون العديد من الأحداث التي ستقع عندما يكون تجاوبك الاعتيادي هو الشعور السيئ. كن واعيا أن هذا إنما هو تجاوب مكيَّف. في ذات ذلك الحين، اسأل نفسك-مهما كان سيئا شعورك: "هل أن هذا الشعور السيئ سيجعل من الوضعيّة أفضل إلى حدّ ما؟ أو هل توجد فائدة واحدة لي لو أني أحس بالشعور السيئ؟"
بأن تكون مدركا في الحين و بطرحك لهذه الأسئلة، ستكتشف بأن الشيء الوحيد الذي ينجزه الشعور السيئ هو أن يعلّقك بمزيد من اليأس، مزيد من الاكتئاب و بالتأكيد بمزيد من التوتّر.
لديك الخيار دائما. ليس عليك أن تفكّر في الترقية التي لم تتحصّل عليها، أو في الصفقة التجارية التي لم تنجح، في المال الذي لا تمتلكه في هذا الآن، في الحبيب الذي هجرك أو في أي أمر سلبي في حياتك. أنت تستطيع أن تتحوّل انقلابيا إلى شيء آخر سيجعلك تشعر أفضل في ذلك الحين.
في هذه الفترات إذن، ما إن تدرك بأن هذا يحدث، أريدك أن تذكّر نفسك بأن تبحث عن الفكرة التي تشعرك بالأفضل. بكلمات أخرى، في ذلك الحين، اعمل على بلوغ أعلى و أفضل فكرة ممكنة. لا تنتظر. جد شيئا ما تفكّر به يجعلك تحسّ بشعور جيّد في آنك و حيثما كنت. بعد ذلك، أريدك أن تقول هذه الكلمات السحرية السبعة:
أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
بعبارة أخرى، قم باختيار واع للتحوّل الانقلابي من أي حالة سلبية إلى حالة إيجابية.
هذا يعني أنك تحتاج أن تتعلّم بأن تقفز خارج أي فكرة أو شعور سلبي -ما إن تعيها،  إلى حالة اهتزازية أفضل بقليل-في الآن ذاته. ليس بعد حين. و لكن في هذا الحين.
لسنا نتحدّث هنا عن الحالات القصوى. نحن نتحدّث عن السلبية العادية اليومية. هذه هي الاهتزازات التي نمرّ بها في أغلب الأحيان. و هي التي تميل إلى التراكم إلى أن تعبث بحياتنا.

التحوّل الانقلابي هو ببساطة البحث في طرق لشعور أفضل في الحين. مهما كان ما يحصل حولك. إنه نشاط تتعهّد به فقط لمنفعتك الخاصة. قد يمكن للآخرين و قد لا يمكن لهم أن ينتفعوا من مستواك الاهتزازي العالي. و لكن ليست تلك هي نيّتك.

ما أتحدّث عنه هو تغير عاداتنا و إدماننا على السلبية و التوجّع العاطفي.
المشاعر و العواطف السلبية هي أشد العادات كارثية للنوع الإنساني. ليست الحرب. ليس الانحباس الحراري. لا و لا هي الجريمة و لا أي شيء آخر. فهذه هي آثار المشاعر و العواطف السلبية.
سوف يتطلّب هذا الأمر التعهّد و القليل من الانتباه كل يوم. ليس على مدار اليوم. و لكن كل يوم.

إذن هذا ما أريدك أن تفعله من هنا فصاعدا: في كل حين، بغض النظر عمّا تشعر به، ابدأ في تدريب نفسك على بلوغ الفكرة التي تشعرك أفضل في ذلك الحين. ثم قل هذه الكلمات السحرية السبعة:
أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
ثمّ في ذلك الآن، اسأل نفسك: ما هي الفكرة التي أستطيع أن أفكّرها حول أي شيء، و التي ستجعلني أحسّ بشعور جيّد الآن؟
عندما تفعل هذا، ستمرّ بتغيير في حالتك الشعورية. في ذلك الحين، ستكون مهتزّا مع ما تريده عوضا عمّا لا تريده.
هذه الفكرة التي وقع تنشيطها حديثا- و التي ستسمح لك بالإحساس بشعور جيّد و لو لبرهة قصيرة، ستغيّر حياتك الحين تلو الآخر.
إذن من هنا فصاعدا، أي ضغط تمر به هو علامة تنبّهك لقول الكلمات السحرية السبعة: أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
الضغط يطلب انتباهك. و بقولك لهذه الكلمات السحرية السبعة، فإنك تبدّد الضغط فوريّا. المهم هنا هو أن تفعل هذا في الحين الذي تبدأ فيه بالشعور السيئ أو بالقلق أو الانشغال أو الاكتئاب. لأن كل ما تحتاجه هو بضع الثواني هنا و بضع الثواني هناك لتكون النتائج تراكمية.
جرّب التحول الانقلابي لخمسة عشر ثانية على الأقل. الحفاظ على فكرة أو شعور إيجابي لمجرّد خمسة عشر ثانية يمكن أن يزيل كليّا فكرة سلبية.
بدل أن يغمرك القلق أو الشك أو الخوف، في ذلك الحين، فكّر في أي شيء أو أي شخص يخلق لديك مشاعر إيجابية و أوقف الجذب السلبي. فقط أعد خلق ذلك الإحساس بالشعور الإيجابي لخمسة عشر ثانية عندما تدرك بأنك في موضع جذب سلبي.
كطريقة للقيام بذلك يمكن التفكير في شيء ممتن له. أحد أفضل الطرق للشعور الجيّد و لتغيير التردّدات هي من خلال التقدير و الشكر. سيجعلك هذا دائما تحس بشعور جيّد. عندما تجد أشياء تثمّنها، و تستعملها كنقطة تركيزك، فإن عالمك سيتحسّن حتما في أي مجال في حياتك.
يمكن أن يكون لديك تسع و تسعون شيئا يسير على نحو خاطئ في حياتك، و شيء واحد يسير على نحو صائب. و لكن بمجرّد تركيزك على الشيء الذي يسير على النحو الصائب فإن التسع و التسعين الآخرين سوف يختفون بعيدا أو سيتحسّنون. لأن قانون الجذب لا يستطيع أن يشتغل في اهتزاز مع شيء ما لا يتجاوب معه. لا تستطيع أن تقدّر و تثمّن  شيئا ما و تكون حزينا في نفس الوقت.
كلّما ازداد تقديرك لشيء ما أكثر، كلّما ازداد وصول ما تقدّره إلى حياتك.

في كل وقت تستطيع أن تجد طريقة لأن ترفع من ذهنك بالتثمين و الشكر و العرفان، فإنك تلغي آنذاك المشاعر السلبية.
كل ما عليك فعله هو أن تركّز على هذا الأمر لخمسة عشر ثانية.

هذا هو الاهتزاز الطاقي الذي نبحث عنه: إيجاد شيء يجعلك تحسّ في الحين بشعور جيّد و هو ما سيلغي سلبية الحين السابق.

أبق في ذهنك على أنه ليس عليك أن تغيّر فكرة سلبية إلى واحدة إيجابية.
ليس هذا ما نحن بصدد الحديث عنه.
كل ما عليك فعله هو خلق حالة شعورية إيجابية في ذلك الحين، لأن ذلك هو ما سينشّط الجذب الطاقي الإيجابي الذي سيجذب ما تمرّ به في حياتك.

هدفك من هنا فصاعدا هو أن  تجد طرقا، كل يوم، و مهما كان ما تشعر به في آنك، حتى تُنشئ بعض المشاعر أو الاهتزازات الإيجابية.
افعل هذا لخمسة عشر ثانية عندما تحسّ بأنك منزعج، قلق، خائف، مكتئب أو غاضب. افعل هذا أكثر عدد ممكن لك من المرات في اليوم. لأنه في كل مرّة تقوم فيه بهذا الأمر، و لو لخمسة عشر ثانية، فإنك تتجاوز حوالي عشر مرّات التدفّق السلبي الذي تدفع به. هذه ليست بمقايضة سيئة، أليس كذلك؟
لو تستطيع أن تعزّز الحفاظ على هذه الطاقة الإيجابية لمجموع عشر دقائق فقط في اليوم، فإنك ستبدأ في رؤية أشياء لا تصدّق تحدث في حياتك تجعل من نجاحك يدوم.
و كل ما يتطلّبه هذا الأمر هو خمسة عشر ثانية من التحوّل من هبوط "عادي" إلى شعور إيجابي "غير عادي" بأي طريقة تستطيعها.
إذن فقط اخلق شعورا أفضل في ذلك الحين و انطلق. ستبدأ من مستوى طاقي منخفض للجذب السلبي نحو مستوى طاقي عال للجذب الإيجابي.  لقد محوتَ على الأقل على عشر مرّات قدر التدفق السلبي للطاقة في ظرف خمسة عشر ثانية فقط. و بدأت في التدفّق بالطاقة الإيجابية التي يمكن أن تغيّر الأشياء من حولك تقريبا على الفور.
هذا ليس بالتعويض السيئ لبعض الثواني من التركيز على لا شيء أكثر من الشعور الجيّد في الآن.

الفكرة عموما هنا هي خلق عادة جديدة.
إن كان لديك عادة نفاذ الصبر عندما لا يأتيك النادل بالطعام في الوقت، أو عندما قد لا تفعل شيئا كما وعدتَ به، أو عندما لا يأتي رجل الصيانة في الوقت المتوقّع منه، أو عندما يقطع أحد الطريق عنك، حينها "تحوّلْ انقلابيا".
إذا لم يحدث لك شيء ما بالطريقة التي تريدها أن تحدث، آنذاك تحوّلْ انقلابيا إلى أيما شعور أفضل في ذلك الحين.

أظن أن الكلمات السحرية السبعة عليها أن تكون مكتوبة على جفني كل فرد من الداخل بحيث لا ينساها:
أنا أختار أن أحس بشعور جيّد الآن.
ابلـغْ دائما الفكرة التي تشعرك بالأفضل،. فكرة تجعلك تحس بشعور جيّد.

أولا تحكّم في الفكرة ثم في الشعور.

إذن لو أركّز فقط في الأشياء التي تجعلني أحس بشعور جيّد، آنذاك فإن مشاعري و عواطفي ستتغيّر نحو الأفضل.

التحوّل الانقلابي هو المفتاح لإجلاء رغباتك.

المشكل أن أغلب الناس لا يصححون ذواتهم- أو لا يتحوّلون انقلابيا في الحين.
إنهم يتركون الأفكار التي لا تشعرهم بالأفضل تتراكم، ثم يحاولون استعمال التفكير الإيجابي فيما بعد لتصحيحها.
لكن "فيما بعد" يعتبر متأخرا جدّا.
انس التفكير الإيجابي.
كل ما عليك فعله هو أن تبلغ فكرة تجعلك تحسّ بشعور جيّد في الآن. فكّر في شيء ينتج شعورا جيّدا بشكل فوري. حافظ على الشعور لخمسين ثانية على الأقل، لأكثر عدد ممكن لك من المرات في اليوم، و ستتغيّر حياتك بشكل مثير. سيسمح لك هذا الأمر بأن تسترجع قوّتك و تدير حياتك.
لا تنزعج من بساطة العملية.

شخص يخلق حياته بإحكام بدل الإهمال هو من يقول: "أولويّتي هي دائما أن أبلغ الفكرة التي تشعرني بالأفضل و أن أحس بشعور جيّد في كل حين. لأنني عندما أحس بشعور جيّد فأنا متماه مع ما أتوق إليه حقّا."

كما ترى فإنه ليس من الممكن أن يكون لديك شعور سلبي مثل الخوف أو الانشغال و في نفس الوقت أن تكون متناسقا مع أي ما شيء تتوق إليه حقّا في حياتك.
بناء عليه، فإنك كلّما تحسّ بالشعور السلبي-الخوف أو الانشغال، فإنك في ذلك الحين حرفيا تطلب أو تستدعي شيئا لا تريده إلى حياتك.
ما إن تدرك بأنك في سيرورة خلق ما لا تريده، فإن أول شيء عليك فعله هو القول لنفسك: "أنا أشعر بمشاعر سلبية، ما يعني أنني أقلق. هذا مؤشّر على أنني غير متناسق مع ما أتوق إليه".
في ذلك الحين، استعمل التصحيح الذاتي. أوقف الخوف، الانشغال و الشك بإعادة التقرير و إعادة التركيز على أيما تريده أنت.
كما قلتُ سابقا، فإن القيام بهذا هو سهل. لأنك لن تكون أكثر وضوحا حول ما تريده من حين تجربتك لما لا تريده. لأن ما لا تريده هو دائما النقيض لما تريده.
إذن في تلك النقطة قل لنفسك: "سأقوم بإيقاف القلق و أعيد تركيز أفكاري". ثم أبعدْ انتباهك عمّا لا تريده، و في اتجاه ما تريده. هذا سيوقف الجذب السلبي و سيطلق الجذب الإيجابي. و ستتغيّر مشاعرك من الخوف و الانشغال نحو الانتظارات الايجابية. سيحدث هذا عندما تستعمل تمشّي التصحيح الذاتي الإيجابي في الحين.

عندما تضع نفسك في موقع الشعور الجيّد فإنك ستتلقى الإجابات التي تحتاجها من جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد بوضوح أكبر.
لو تتجاهل المشاعر السلبية و تواصل القيام بما يتسبب لك في الشعور السلبي، فإنك شيئا فشيئا، ستفقد قوّتك على التغيّر، لأنك تفصل نفسك عن جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد.
هذه ليست بعض من الترهات الميتافيزيائية للتفكير الايجابي. هذا علم محض: النظير يجذب نظيره.
هذا يعني أن ما يتدفّق منك سيتصل بنظيره الاهتزازي. و سيجلب لك مغناطيسيا شيئا ما أو أحدا ما يكون في تناسق اهتزازي مع المشاعر التي تُسيلها خارجا. ستُرجَـع إليك أيضا مضاعفة و أكثر شدّة. و هذا يسري على كل من المشاعر الإيجابية و السلبية.

إن كنت تريد سببا آخر للتحوّل انقلابيا، عليك بالتالي: كنتُ قد قرأت تقريرا طبيّا عن جامعة كارنكي-ميلون في بانسيلفينيا و عنوانه: "الزكام الشائع لا يهاجم بفرص متكافئة". و هذا ما يقوله: بعض العلماء لديهم جمعٌ ساحق من الأدلة بأن الناس الإيجابيين و المستريحين و المبتهجين هم أكثر مرونة مع المرض من أولئك الذين يميلون إلى أن يكونوا سلبيين، مكتئبين، قلقين و متوتّرين. الكهول الذين هم سلبيون، مكتئبون، قلقون و متوترون بشكل مزمن، هم أكثر عرضة للإصابة بالبرد أو الزكام ثلاث مرّات أكثر من الناس الايجابيين و المستريحين و المبتهجين. و عندما يمرض الناس الإيجابيون و المستريحون و المبتهجون فإن أعراضهم هي أخفّ بكثير. كلّما ازداد الشخص ابتهاجا و راحة و تخلّصا من التوتر، فإنه أقل عرضة لأن يتصيّد نزلة برد أو زكام.
إذن فإن هذا يعطيك سببا عمليا آخر لاستعمال "التحوّل الانقلابي".

كل ما عليك فعله هو إيجاد طريقة لشعور أفضل في الحين-كلّما تجد نفسك تبعث بالخوف أو القلق أو أي نوع آخر من المشاعر السلبية.

حتى ينجح هذا الأمر، يجب أن لا تكون حياتك بعد الآن روتينا ميكانيكيا يعمل بعادات القلق و الخوف و الشك و الريبة و الإدمان على السلبية.
سيكون عليك أن تتعهّد بأن تتحوّل انقلابيا أو بأن تدفع الثمن- مما يجذب مزيدا مما لا تريده.
بكلمات أخرى، انتزع عنك لمرة واحدة و إلى الأبد عادة المكوث في ما يبدو اهتزازا "عاديا" للسلبية و الشك و القلق و التوتر. و ادخل في عادة الاهتزاز وفق الأفكار و المشاعر ذات التردد العالي.
هذا كل ما في الأمر.
كنت أتمنى لو أني أستطيع تعقيد المسألة لك، لكنني لا أقدر.

المحور الأساسي هو التالي: أنت تصير و تجذب ما تفكّر به على امتداد اليوم.
بإمكانك أن تتحكم في أفكارك و مشاعرك، أو إنها ستتحكم فيك.

لو أنك ترصد أفكارك و مشاعرك و عواطفك و تتحوّل انقلابيا في الحين –باستمرار-كلّما تحسّ بأي شعور سلبي، فإنك ستلحظ تغييرا مثيرا في حياتك.

26/12/2011

كيف تستعمل جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد


كلّ فكرة لدينا إمّا أن تحرّكنا باتجاه ما نريده أو بعيدا عمّا نريده.
من حسن الحظ، كلّ واحد فينا له جهاز داخلي فطري يتيح لنا طريقة بسيطة لمعرفة إن كنّا نتحرّك نحو ما نريد أو بعيدا عنه. و هو يقوم بذلك ببساطة عبر عرضه للمردودية- سلبية كانت أو إيجابية، و هي التي نسمّيها "إحساسا".

الأحاسيس و المشاعر- الإيجابية أو السلبية تمثّل نظاما فعّالا للإرشاد. قلّة من الناس تبدو على اطّلاع عليه أو على كيفية استعماله. و هو على بساطة كبيرة إذ يتطلّب فقط أن تمنح انتباهك في أي لحظة تحس فيها إحساسا إيجابيا أو سلبيا.
من المهم أن تكون متيقّظا لطريقة شعورك في كل حين، حتى تعرف متى تنساق في سيرورة جذب ما لا تريده. ما إن تدرك بأنك في سيرورة الجذب لما لا تريده، فإنه من المهم آنذاك أن توقف الجذب السلبي فوريّا.

الكون يستجيب فقط عندما يوجد التناسق. لا يهم إن كان التناسق إيجابيا أو سلبيا.
من غير الممكن أن تشعر بشعور سلبي، كالانشغال أو القلق مثلا، و أن تكون في نفس الوقت في تناسق مع أي شيء تتوق إليه حقّا في حياتك.
و بناء عليه، فإنه كلّما تحس بشعور سلبي كالخوف، أو القلق، فإنك في تلك اللحظة، تستدعي إلى حياتك –حرفيا- شيئا ما لا تريده أو نقصا في شيء ما.
كلّما تحس بالشعور السلبي- الشك، الخوف، القلق، فلتعترف من فضلك بأن ذلك إنما هو جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد يحاول أن يخبرك بشيئيـْن اثنيـن مهمّين:
أوّلا: هناك شيء ما تتوق إليه. و إلا فإنك لم تكن لتحس بأي شعور على الإطلاق.
ثانيا: في أي وقت تحس فيه بالقلق، بالخوف أو بالشك فإن ذلك يدلّك بأنك لا تركّز على ما تريده. و لكنّك تركّز على ما لا تريده.
عندما يحدث هذا الأمر، فإن أوّل شيء يُستحسن أن تقوله لنفسك: "أنا قلق. و هذا يعني أني أحس بنوع من الشعور السلبي. و الشعور السلبي يعني بأني لست على تناسق مع ما أريد."
آنذاك و في تلك اللحظة، استعمل صيغة من التصحيح الذاتي. بكلمات أخرى، أوقف الإحساس بالشك و الخوف حينما و حيثما كنت. إنك تحتاج الآن إلى أن تغيّر فوريّا نقطة تركيزك عمّا لا تريده نحو ما تريده.
يسهل القيام بهذا، لأنك لن تكون مطلقا واضحا حول ما تريده أكثر من حين تجربتك للنقيض-ما لا تريده. في تلك اللحظة من التصحيح الذاتي الإيجابي، بتحويل انتباهك نحو ما تريد، فإن الجذب السلبي سيتوقّف. في اللحظة التي يتوقّف فيها الجذب السلبي و القلق، فإن الجذب الإيجابي يبدأ و ستتغيّر مشاعرك من الشك و الخوف و القلق إلى انتظارات إيجابية.

الإحساس بأي شعور سلبي، بتركيزك على ما لا تريده، ليس أكثر من اختيار. إنه شبيه بتعديلك للراديو على محطّة معيّنة، ثم تشكّيك مما أنت بصدد الاستماع إليه. هناك الكثير من الاختيارات الأخرى- أو المحطّات التي تستطيع أن تصطفي منها ما تتناغم معه. ليس هناك من سبب لاستمرارك في الاستماع إلى تلك المحطّة التي لا تعجبك، ثم مواصلة التشكّي لنفسك و للآخرين كم هي رديئة المحطّة.
إن كنت معطّلا في محطّة بعينها، أدرك بأنه بإمكانك تغيير المحطّة في طرفة عين إن كنت تريد ذلك.
مشاعر القلق، اليأس، التأنيب، الخوف، الكره، الخزي، الغضب أو الارتياب كلّها علامات على أنك لست على نفس الخط مع رغباتك. إنها إشارات من جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد بأنك تتحرّك مبتعدا عمّا تريده، و مبتعدا عن غايتك.

جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد سيدعمك دائما –و هو العارف بما تفكّر به و تشعر به حقّا، بأن يرسل لك كمردودية مشاعرا إيجابية أو سلبية. و هذا سيسمح لك بالتصحيح الذاتي في الحين.
و لكنّك تتجاهل جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد كلّما مضيت في الإحساس السيئ، أو انشغلت بالماضي أو بالمستقبل.
عندما تفعل ذلك، فإنك تتعارض مع وظائف و قوّة جهازك الداخلي للإرشاد. و هي أن يرشد و يوجّه حياتك من خلال إزعاجك بالمشاعر السلبية.
لو أنك تخلق مشاعر سلبية مصطنعة- بأن تولّد هذه المشاعر السلبية من تلقاء نفسك، فإنك ستكون حينها غير قادر على استعمال جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد كما هو مقصود استعماله.

إذن فإن أهم شيء يمكن أن نفعله حتّى نضمن بأننا على الصراط المستقيم و في الغاية السليمة هو أن نذكّر أنفسنا بأن نحسّ بإحساس جيّد لأطول وقت ممكن.
لماذا هذا مهم إلى هذه الدرجة؟
لأنك عندما تشعر بالرضا-عندما تشعر بالسعادة، فإنك ستكون أوتوماتيكيا على نفس الخط مع رغباتك الحقيقيّة.
 الشعور الجيّد هو أهم ممّا قد تظـنـه: عندما تحسّ بأنك على ما يرام، فإنك تكون متّصلا بمصدر الطاقة و بكلّ شيء تتوق إليه.
الإحساس السيئ يجعلك تشعر بأنك منفصل.
إذن و بصرف النظر عن كل ما يحدث حولك، فإن هدفك في الحياة هو أن تحس بأنك مبتهج.
الإحساس الجيّد هو المفتاح لتحقيق رغباتك و لأن تحيا الحياة التي حلمت بها دائما.
إنه سرّ يعرفه القليل من الناس، بل إن القليل القليل منهم عازم على تطبيقه.
و لكنّه السر لنجاحك و لسعادتك.

من خلال إحساسك السيئ، فإنك تمكث في طاقة مقاومة لأي تغيير إيجابي في حياتك. عندما تبقى في طاقة سلبية أو في طاقة الإحساس السيئ حول أي شيء، فإن الأشياء التي تسمّيها "مشاكل"، ستقدّم إليك نفسها على الدوام. لن تذهب بعيدا أبدا. حياتك ستكون ممتلئة بالمشكلة تلو الأخرى.
عبر الحسم في أن تحيى حياتك بأقل مقاومة ممكنة، و بأن تحسّ بالرضا و الابتهاج في ذلك الآن، فإنك ستصبح مغناطيسا لرغباتك.
عندما تحسّ بإحساس جيّد فإنك ستجذب مغناطيسيا المزيد من الناس الإيجابيين إلى حياتك.
عندما تشعر بشعور سيئ، فإنك تميل إلى جلب المزيد من الناس السلبيين إلى حياتك.
إذن فمهما يحدث، فإنك تجذب دائما ناسا و وضعيّات إلى حياتك اعتمادا على ما تشعر به.

عندما يعمل أفراد أو جماعات في مجال مغناطيسي سلبي، يبدو لهم أن كل شيء هو حاصل خارج مجال تحكّمهم. إنهم في صراع دائم. و غالبا ما يلتجئون إلى العنف. غير مدركين أن لهم الاختيار و أن بإمكانهم التحكّم في الوضعيّة.
طريقة أخرى للتعبير عن ذلك هي: هم غير مدركين بأن وعيهم الجماعي هو من يخلق النتيجة.

إذن، من هنا فصاعدا، فلتبدأ بالقول لنفسك: سأعمل على البحث عن الأسباب لأحس بشعور جيّد. سأجد أشياء إيجابية من الماضي، سأبحث عن الأشياء الإيجابية في هذا الآن، و سأبحث عن الأشياء الإيجابية في المستقبل.
وحتى إن لم تجد السبب لتحسّ بشعور جيّد، اتخذ القرار بأنك ستحسّ بالشعور الجيّد بطريقة أو بأخرى، و مهما استلزم الأمر. عاهد نفسك على ذلك.
عاهد نفسك بأنه بصرف النظر عمّا يحدث، سأعمل على أن أحسّ بشعور جيّد. حتّى إن تعيّن عليّ أن أتجاهل كل شخص. حتّى إن تطلّب ذلك أن لا أشاهد التلفاز مجدّدا. إن كان عليّ أن لا أفتح جريدة مجدّدا. أو حتّى إن كان يجب أن لا أرى ذلك الشخص مجدّدا. مهما تكلّف الأمر، سأعمل على أن أحس بشعور جيّد.

لما هو مهمّ هذا الأمر إلى هذه الدرجة؟
لأنك عندما لا تحسّ بشعور جيّد، و عندما لا تكون سعيدا، فإنه بإمكانك أن تكون متأكّدا مائة بالمائة بأنك تتحرّك مبتعدا عمّا تريده بدل أن تتحرّك في اتجاهه.
عندما يكون لديك أي شعور أو إحساس سلبي، فإن هذا يعني بأنك في ذلك الحين تتخذ خيارات تبعدك عمّا تريده.
في أيما وقت يحدث فيه ذلك، فإن عليك أن توقف الجذب السلبي. و إلا فإنك ستواصل جذب المزيد من نفس الشيء.

كلّما تحسّ إذن بإحساس سلبي، قل لنفسك: "ما  أنا بصدد التفكير فيه أو الاعتقاد به أو اختياره هو ما يجعلني أحس بشعور سيئ." ثمّ أصلح و غيّر الفكرة، الاعتقاد، الاختيار أو الحركة التي تسببت لك في الشعور السيئ، من أجل أن تحسّ من جديد بشعور جيّد. و عندما تحسّ بالشعور الجيّد مجدّدا، فإنك آنذاك قد عدت إلى الدرب.

بممارستك لهذا أكثر فأكثر، فإنك ستتلقّى الإرشاد الداخلي الذي تحتاجه من جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد.
و لكن لو تواصل تجاهل المردودية الشعورية السلبية، و تستمرّ في فعل ما يتسبب لك في الشعور السيئ، فإنك شيئا فشيئا ستفقد قوّتك على التغيير. لأنك ستضلل نفسك عن جهازك الطبيعي الداخلي للإرشاد.
التواجد في موضع الشعور الجيّد يسمح لمشاعرنا السلبية بأن تلعب الدور المقصود منها.

عندما نركّز على ما هو في أفضل اهتماماتنا و ما يخلق المزيد من الفرحة في حياتنا، فإننا نحسّ بإحساس جيّد أوتوماتيكيا.
عندما نركّز على ما لا نريده و نحسّ بإحساس سيئ، فإن هذا لا يمكن يؤدّي سوى إلى مزيد من الألم و البؤس و الوهن.

هذا جهاز بسيط جدّا، و مضبوط جدّا، إن نحن اتخذنا الخيار لاستعماله.
    

18/12/2011

كيف يتحكّم الوعي الجماعي للآخرين في حياتك؟


من المهم فهم أنه لا توجد قوة خارجية غامضة تتسبب في المعاناة بصفة عشوائية. و أنه ليس هناك من شيء اسمه "الحظ السيّء".
الأشياء السيّئة تحدث للناس الصالحين لأنهم عن وعي أو عن لاوعي، لا يفهمون المبادئ التي أنت بصدد اكتشافها في هذه المقالات.
ما نجنيه موجد بداخلنا، فرديّا. و هو موجود بداخل الذات الجماعية لعائلتنا، لرفاقنا، لجماعتنا، لبلدنا، و العالم الذي نحيا فيه.
كل حالة كينونة، كل فكرة، كلمة، و كل حركة قد تسبب فيها شيء قبلها. و ستتسبّب في شيء بعدها.
ما وُجد في النتيجة هو موجود مسبقا في السبب.
أنت السبب في كل شيء في حياتك. و مثلك كل شخص آخر في حياته.
هذا يعني أن مجموعات من الناس يتسببون جماعيا في نتائجهم.
النجاح أو الفشل الاقتصادي أو التعاوني، و حتى الحرب أو الإرهاب، كلّها تحدث ليس فقط بسبب شخص واحد في المجموعة، و لكن بسبب جميع الناس الذين يتسببون جماعيا في حدوثها.

طريقة سهلة لفهم ذلك من خلال دراسة صعود و سقوط أدولف هتلر.
من المهم فهم أن هتلر لم يكن بقادر على الوصول إلى السلطة بدون الموافقة السلبية لبقية العالم. العالم خلق الظروف الضرورية لهتلر للصعود إلى السلطة.
في ذلك الوقت كان الوعي الجماعي في ألمانيا ينتظر شخصا يأتيهم و ينقذهم من الفقر الذي يلاقونه كمجتمع.
أتى هتلر و لام اليهود و بقية الأعراق غير الألمانية على افتكاكهم لمواطن الشغل من الألمانيين.
الحل عنده كان بإبادة اليهود وغير الألمانيين و بذلك يعيد ألمانيا إلى الألمانيين. و عندما صعد هتلر إلى السلطة، أتاح الوعي الجماعي للألمانيين للمجازر و المحارق بأن تحصل.
و بالإضافة إلى الوعي الجماعي للألمانيين، فإن الوعي الجماعي في باقي العالم كان يقول: "هتلر ليس مشكلتنا. نحن لا نهتم بألمانيا أو بما هو فاعله هناك ما دمنا نحن بخير".
إذن فإن هذا الوعي الجماعي قد جعل من السهل على هتلر أن يفعل ما فعله.

العبرة هنا هي أن الوعي الجماعي هو الذي خلق هتلر في الواقع.
الناس يلومون هتلر. و لكنه كان النتيجة للوعي الجماعي.
لم يكن بمقدوره أن يفعل كل ما فعله بمفرده. كان فردا واحدا لا أكثر. كان يحتاج إلى التعاون الواعي و اللاواعي من الناس.
و بالتالي فإن المرء لا يستطيع أن يعتبر هتلر الجاني الوحيد-أي دون تحميل المسؤولية للذين خلقوا الظروف لأن تكون هذه الأشياء ممكنة.
هتلر تصرّف كمرآة للعالم: وعي مُركّز على التجاهل و على عقيدة الاستعلاء و الانفصال في كل شخص.

الشرق الأوسط هو مثال آخر للوعي الجماعي حيث ينصّب الناس انتباههم على العنف و الكراهية. و يواصلون خلق المزيد من نفس الشيء.
كيف تستطيع أن تحقق السلام عندما تكون مركّزا على العنف؟
أنت لا تستطيع أن تجذب شيئا ما و قد وضعت انتباهك في شيء آخر.

النزاعات في العالم يمكن أن تبدأ بالإرهاب أو بدكتاتور مجنون أو حتى بقوّة عظيمة باسم الحرية. لكن جميعهم متماثل. الكل ينبع من الخوف. و هو يديم بالضبط الشيء الذي يحاول التخلّص منه.

كنتُ متواصلا لمدّة مع بعض الأصدقاء من روسيا. و قد كانت فرصة لي لملاحظة الوعي الجماعي للروسيين.

الوعي الإجمالي في روسيا هو من قبيل التنكّد.
بسبب اضطهادهم لسنوات من حكومات متتالية فاسدة و مرتشية، فإنهم قد استسلموا لكي يعيشوا كضحايا. بكلمات أخرى، هم يحسّون بأنهم ضحايا ظروف لا تحكّم لهم بها. يلومون الحكومة و قوى خارجية على فقرهم و على كل المشاكل الأخرى التي يلاقونها.
بإدامة التفكير في أنهم ضحايا، فإنهم يخلقون جماعيا-أو يجذبون طاقيا نفس الظروف، بما في ذلك الحكومة المرتشية، التي أبقتهم في حالة الفقر و اليأس.
الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق هي بتوقّفهم عن لوم الظروف الخارجية. فكما تعلّمنا سابقا، فإن ذلك لا ينجح أبدا.
عليهم أوّلا أن يغيّروا أفكارهم-السبب، حتى يستطيعوا تغيير ظروفهم-النتيجة.
عندما يفعلون ذلك، فإن الحكومة و الظروف التي هي خارج تحكّمهم ستتغيّر.
باتصالي بهؤلاء الأصدقاء أخبرت بعضهم بمبادئ إحكام الخلق. نيّتي كانت أن أبيّن لهم كيف يستطيعون تحقيق رغباتهم في أكثر الظروف معاكسة. منذ ذلك الحين سمعت من عدد منهم أنهم قد حقّقوا نجاحا مهمّا باستعمالهم لهذه المبادئ.
هذا إثبات آخر على أننا يمكن أن نتغيّر و أن نتعلّم خلق مهما كان ما نتوق إليه بغض النظر عن ظروفنا الحاضرة.
بتقاسم هذه المعلومات، لم أكن فقط قادرا على تغيير حياتهم، و لكن حياتي أيضا. لأنني قمت بتنشيط قانون الجذب. كلّما ساعدتهم أكثر، كلّما ازدهرت حياتي أكثر. و هذا أحد أسرار خلق أي شيء.
مثلا إن كنت تريد تنمية وضعيّتك المالية، فإن كل ما عليك فعله هو عرض المساعدة على الآخرين لتنمية وضعياتهم بالمثل. أنا لا أقصد وهبهم المال. و لكن أن تريهم كيفية خلق الثروة و الوفرة.
طريقة فعّالة جدا لنيل ما تريد هي مساعدة الآخرين نيل ما يريدون.
و لذلك فإنه من المفيد لك أن تضمن بأن يكون لزملائك، رفاقك، عائلتك، جماعتك، بلدك و العالم-إن كانوا مهتمّين-، أن يكون لهم إطلاع على هذه المعلومات.
منح مزيد من التدفّق الطاقي يجعلك في انسجام و تناسق مع ما تريد تلقّيه.
قاعدة بسيطة هي: مهما يكن ما تتمنى إحرازه، إن تسبّبت لكائن آخر أن يحرزه أوّلا، فإنك ستحرزه بوفرة.
مثلا إن كنت تتمنى تحقيق ثروة، بيّن للآخرين كيف يحقّقون ثروة. و سريعا ستجد نفسك ثريّا بطريقة مذهلة.

المنح هو طاقةً في تحرّك.
هكذا تتم الأمور: عندما تعطي أو تساعد أحدا على الحصول على شيء، فإن الكون يجد الطرق الأفضل ليعيده إليك مضاعفا، في الوقت الأكثر ملاءمة و في الشكل الأكثر مناسبة لك.
 من الصواب التفكير و المعرفة بأنه عندما تعطي فإنك في المقابل ستسترجع شيئا ما. توقّع مكافأة يعزّز القوّة. التوقّعات الواثقة تقدح الكون ليعطيك ما تتوقّعه و تركّز عليه.
إذن أنت لست مطالبا بأن تزعم بأنك غير مهتم بتلقّي مكافأة.
في المقابل، فإنه من المهم لك فهم ما يلي: تنشأ المشكلة عندما تتوقّع تلقّي الشيء من نفس الشخص الذي أعطيته إياه. متخذا هذا الموقف: فعلتُ هذا لأجلك، إذن فعليك فعل هذا من أجلي.
لا تطلب أو تسأل الاسترجاع مطلقا من الذين أعطيتهم.
إذ من المؤكد أن ما تعطيه لشخص واحد سيعود إليك من مصادر مختلفة، في الوقت و الشكل الأكثر ملاءمة لك. أنت لا تستطيع تسمية أو تخمين المصدر. يمكن أن يكون أي أحد. و لكنه سيرجع إليك. لأن ذلك هو قانون الدوران-أو قانون السبب و النتيجة في الحركة.

إذن ما تعلّمناه إلى حد الآن هو أن كل شيء هو سبب له نتيجة. و أن كل شيء هو نتيجة كان لها سبب.
هذه السلسلة التفاعلية الضخمة هي غير مقيّدة بزمان أو مكان أو شكل.
ما نفشل في إدراكه هو أن كل الاهتزازات الطاقية التي نطلقها إلى الخارج تؤثّر في محصّلة حياتنا. حتى مجرّد الانشغال الطفيف بمال أو علاقة أو شغل، تساهم في الاهتزاز على تردّدات منخفضة. و بالمثل أيضا الأحزان، قديمها و جديدها. أشياء بسيطة مثل الغضب في زحمة المرور، الانزعاج عند الانتظار في مطعم، أو من نباح كلب الجيران، ترسل اهتزازات على ترددات منخفضة.
مهما بدا لك "عاديّا أو "تافها"، فإن كل مقدار ضئيل مما يسمّى "شعور سلبي عادي"، يساهم في عجزك عن جذب ما تتوق إليه. هذه المشاعر السلبية -أو الاهتزازات ذات التردّدات المنخفضة، ليست بسبب من داخلنا فقط و لكن أيضا من خارجنا.
مثلا فكّر في وسائل الإعلام. و خصوصا الأخبار.
ماذا تطرح وسائل الإعلام في أغلب الوقت؟
أخبارا سـلـبـيـة. ربّما هي الحالة الاقتصادية الرديئة. عملية قتل. عملية سرقة. أو تعذيب لناس في بلد آخر. موت بسبب إرهاب أو حرب.
لو تتبع هذه الأحداث فإنك ستحس بمشاعر الاشمئزاز، الغضب، القلق، أو الخوف.
عندما يكون لديك ملايين من الناس يختبرون ذلك معا، ماذا تعتقد بأنه سيحدث؟

موجة هائلة من المشاعر السلبية تكتسح العالم.

نفس الشيء أيضا بالنسبة لصناعة الأفلام.
انظر إلى عدد الأفلام التي تعوّل على العنف. بالتأكيد نحن نعرف أنه فيلم لا أكثر، و مع ذلك فإنه بمجرّد مشاهدة هذه الأفلام فإننا نهتز، فقط لبضع ثواني وربّما لدقائق أطول، وفق مشاعر سلبية يتم طبعها في أذهاننا.
هل تستطيع الآن بأن تقول صدقا بأن هذا سليم بالنسبة لنا؟

حتى الدين يقوم بدوره في المساهمة في الجذب السلبي. كل دين يصارع و يدّعي بأن له السلطة المفوّضة من الله و بأن الله قد امتن له بالخطاب حصريّا.
أغلبهم يقيم تعاليمه على إلاه غير فعّال و غاضب يعتقد أن كل مخلوقاته هي آثمة منذ ميقات مولدها.
حسب هذا التنظيم الديني فإن الله لا يقوم برسالات خاطئة. فكلّنا إذن ناقصون عندما نأتي إلى هنا.
و الآن كيف نشعر إزاء كل هذا؟ منشغلون؟ قلقون؟ هلعون؟ خائفون؟
بالطبع.
و ماذا سيفعل هذا بنا؟
إنه يتسبب لنا في إطلاق المزيد من الطاقة السلبية و مزيد من الاهتزازات السلبية.
و على ماذا نتحصّل في المقابل؟
المزيد من نفس الشيء.

إذن مرّة أخرى، إن استغربت في أي وقت لماذا يغرق هذا الكوكب في مثل هذه الفوضى، أو كيف يسمح الله لهذا بالحدوث، فهذه هي الإجابة: الله لا يسمح لأي شيء بالحدوث. نحن من يتسبب له بالحدوث من خلال اهتزازاتنا الطاقية الجماعية.
لا علاقة لهذا بالدين. إنه علم محض.

الخطأ الذي نقترفه هو أننا نركّز انتباهنا على ما يحدث في باقي العالم.
الاعتقاد بأنه يمكننا أن نغيّر ما يحدث في باقي العالم يُعتبر لدى طبقات اجتماعية عديدة حافزا مهيّأً نحو عالم أفضل.
و لكن وهمنا الرئيسي هو أنه بإمكاننا بناء مجتمع يهتز في مستوى نفسي و روحي أعلى مما نفعله نحن.
لدينا إثباتات قاهرة بأن هذا لم و لن ينجح.
الحقيقة هي أنه منذ أن كنّا لا نستطيع خلق أي شيء أعلى من مستوى الاهتزازات خاصّتنا، فإننا لا نستطيع تغيير مستوى الاهتزاز الجماعي للمجتمع.
نحن فقط نستطيع تغيير العالم فرادي- كلٌّ في موقته.

نحتاج إلى أن نذكّر أنفسنا، و كل فرد في هذا الكوكب، بأنه بإمكاننا و علينا تغيير العالم من الداخل إلى الخارج، بدءا بأنفسنا.
لدينا دلائل ساحقة بأن طريقة "الخارج إلى الداخل" لا تنجح.
الحل طويل المدى للفقر أو المرض أو النقص و القيد يكمن في قدرتنا على تعليم أنفسنا و الآخرين كيفية خلق ما نريده عوضا عمّا لا نريده.
الطريقة الوحيدة التي بها يمكن أن نعالج العالم حقا هي بمعالجة أنفسنا بتغيير ما نجذبه إلى حياتنا.

أعرف أن حبّة الدواء هذه صعبة الابتلاع. و لكن ما لم نقبلها، فإن المجتمع ككل لن يتحسّن مطلقا.
و التاريخ يثبت أن هذا صحيح.
بتعبير آخر، بغض النظر عمّا يجري، فإن لديك مهمّة واحدة فقط. و هي أن تركّز على أي ما كان ما تريد خلقه في حياتك أنت.
لو تواصل التركيز على ما يحدث في باقي العالم، فإن الجذب السلبي سيستنزف طاقتك الخلّاقة، إلى أن يصبح تقريبا من المستحيل خلق الحياة التي تتوق إليها، و تجعل أيضا من المستحيل على الآخرين خلق الحياة التي يتوقون إليها.
عندما تقف حيثما أنت و تنظر حواليك فإنك سترى دائما أشياء غير محبّذة و غير مرغوب فيها، قريبا منك و في العالم، على حد سواء.
و هناك نزعة لترك ما تراه يتحكّم فيما تشعر به.

بعض الناس يعتقدون أنه ما لم توجّه انتباهك نحو هذه الأشياء السلبية، فإنها بطريقة ما ستباغتنا و تغمرنا.
و أنا أقول أنك لو تضع انتباهك على شيء غير مرغوب فيه، فإن مزيدا من الأشياء غير المرغوب فيها ستصل إلى حياتك و إلى حياة الآخرين بواسطة الاهتزاز الطاقي الجماعي.
يجب عليك أن تتوقّف عن التركيز على الحالات السلبية للآخرين. سواء حولك أو في العالم.
في الظاهر قد يبدو هذا أنانيا. و لكنه ليس كذلك.
لماذا؟
لأنك لا تستطيع منح ما لا تمتلكه مسبقا.
إن كنت تهتز سلبيا، فكيف يُحتمل أن يساعد ذلك بقية العالم؟
الطريقة الوحيدة التي بها يمكنك مساعدة باقي العالم هي بتعليمهم كيف يخلقون ما يتوقون إليه بالتعاون مع قانون الجذب. و ذلك هو أفضل من خلق ما يتوقون إليه عن لا وعي، و أفضل من مواصلة التساؤل لماذا هم ضحايا لظروفهم.

لو يعرف باقي العالم ما تعرفه أنت الآن، فإنه يمكنهم تغيير ظروفهم بدون أي تدخّل من خارجهم.

في أي وقت تغوص فيه في مأساة شخص آخر-مشاهدة الأخبار أو تصفّح جريدة أو رؤية ما يحدث لأناس آخرين بما في ذلك الكوارث الفردية و الجماعية، فإنك ستجد نفسك تقول: "اه! هذا فظيع!".
أنت تضيف مشاكل لهؤلاء الناس و لنفسك. و بواسطة قانون الجذب، فإن كليكما، أنت و الذين تنشغل بهم، تجذبون المزيد من نفس الشيء.

الاعتقاد الخاطئ هو أنه إذا ما كنا نهتمّ بشيء أو بشخص ما، فإن علينا أن نقلق بشأنه و أن نحاول إصلاح أمره. و لكن مرّة أخرى، فإن هذا لا ينجح. لأننا نركّز انتباهنا على الوضعيات السلبية. حتى و لو كنا نأمل في حصيلة إيجابية.

يجب أن تتوقّف عن التركيز على أي شيء يخلق طاقة شعورية سلبية. هذا يعني جميعها.
لا تمنحها انتباهك. ثق بي: سيكون هناك الكثير ممن سيمنحونها انتباههم.
بدلا من ذلك، أرسل طاقة إيجابية.
هذا يعني رؤية حصيلة إيجابية بغض النظر عن الظروف الحاضرة.
و بما أنه يوجد فقط ذهن خالق واحد في الكون، و كلّنا جزء من هذا الذهن الواحد، فإنك تساهم في الحل و ليس في المشكل.
عندما نطلق فكرة حول ما تريده لهؤلاء الناس بدل أن تحس بأنك آسف بشأنهم، فإنك لا تنتهي إلى الاهتزاز السلبي الجماعي.
الآن إن كنت لا تستطيع فعل ذلك، و لكنك تصدّقه حقّا، فلا ترسل أي شيء. فقط دعه يمرّ. لا تنغمس في المعاناة و المأساة. لأنك بذلك تضيف فقط إلى الطاقة السلبية الجماعية التي ستجذب مزيدا من نفس الشيء.

الآن سأكون الأول لأقرّ بأنه ليس من السهل دائما الحفاظ على طاقة اهتزازية عالية.
 و لكن الواقع هو أن امتلاك أفكار و مشاعر و أحاسيس سلبية ليس أكثر من ممارسة ذهنية مكتسبة. أغلبه آت من العادات و القوالب السلبية التي نتعلّمها في طفولتنا. للأسف فإن بعض هذه العادات ليس من السهل القطع معها. فهي تصبح جزءا من طريقة حياتنا، جزءا من تفكيرنا اليومي و من ردود أفعالنا.
في الواقع، فإن أغلبنا مدمن على السلبية.
و المحزن أن أغلب أفكارنا و عواطفنا المعتادة هي سلبية للغاية.
هذا لا يعني أنه لا يمكننا تغييرها. و لكن ذلك سيتطلّب حدّا من التعهّد من طرفنا.

المشكل هو أن ما يصبح مألوفا لدينا يصبح بسرعة طبعنا الأصلي.
من السهل رؤية أن الطبع الأصلي لدى أغلب الناس هو السلبية. نحن نتوقّع الأسوأ. و هذا يتسبب في إطلاقنا لطاقة ذات تردّدات سلبية و بالتالي مواصلة جذب المزيد من نفس الشيء.

إذن هذا هو مقصدي: نحن مولّدات موجات طاقة تحمل معها تردّدا اهتزازيا معيّنا معتمدة على المشاعر التي نحسّ بها في الوقت الذي نطلقها فيه.
للأسف فإننا لا نزال نطلق اهتزازات سلبية ذات تردّدات منخفضة في معظم حياتنا.
إذن فإن علينا أن ننتبه إلى ما نحن بصدد إطلاقه.
نحتاج إلى توليد أكثر ما يمكننا من الاهتزازات ذات التردّدات العالية.

بمواصلتنا التقدّم في هذه المقالات، سأمدّك ببعض الطرق المحدَّدة لتوليد مستويات عالية من الاهتزاز التي ستمكّنك من جذب الأشياء التي تريدها و التخلّص من الأشياء التي لا تريدها.
لكن قبل ذلك، سنتحدّث حول كيفية استعمال نظامك الطبيعي الداخلي للإرشاد، حتى تخلق حياتك عن تصميم.